ماالذي يجري ..؟هل النقابات القطاعية إلى أفول ..؟نموذج قطاع الشباب ..والرياضة(وزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع الشباب نموذج)

كاذب من يدعي بأن الجسم “التنظيمي”لاي نقابة بقطاع الشباب ،بخير، والذي مازالت نقاباته تحمل اسم وزارة حذفت من قاموس حكومة أخنوش (الشبيبة والرياضة ،ومادمت في المغرب فلا تستغرب ،حتى المعهد الملكي مازالت تسميته ،معهد تكوين أطر الشبيبة والرياضة ،وهو تابع لوزارة سعد برادة ،التربية الوطنية )…
شخصيا وقبل التحاقي بالقطاع ،انتميت للنقابة الوطنية للشبيبة والرياضة ،(كدش)وأحد مؤسسيها دجنبر 1997 ،عضوا باللجنة التحضيرية ،ثم انتخبت عضوا باللجنة الإدارية بعد المؤتمر التأسيسي ،طبعا كسائر التنظيمات ،مررنا بفترات مد وجزر ،وصراعات عادية وغير عادية ،وهكذا دواليك ،ايمانا بأن أي تنظيم لايعتمل فيه الاختلاف وليس الخلاف ،فهو ميت ..
بيد أنني سجلت ملاحظات جمة ،وأنا أتابع مايجري للنقابة ،سواء ذرع حزب الاستقلال ،حضن / الحزب ،أغلب المناضلين قبل أن تصبح قلوبنا شتى ،وتفرقت بنا السبل ،(تقديرات وتوجهات إختلفت مع تقدم الزمن )قد تصل للمصالح ،وليس عيبا شريطة أن تذوب في بوثقة العام ..
عندما قال التوسير ( وهي مقدمة لورقة تنظيمية أشرفنا عليها مناضلين،في اللجنة التحضيرية ) وهي لحظات ربما أصبحت ،ياحسرة “طوباوية”أو “نوسطالجيا” وينعتنا الكثيرون ممن التحقوا بداية 2000 ،أننا نعيش على ماضيها ..قال بأن النقابة او التنظيمات المجتمعية هي القوة المضادة داخل المجتمع ،(contre pouvoir)وكانت الكدش فعلا تشكل ذلك إبان فترة الراحل ” ليش فاليسا” المنظمات النقابية بالعالم الثالث دون مزايدة،محمد نوبير الأموي ،بل وبعيدا عن منطق تحدث عنه عبد الله حمودي ،”الشيخ والمريد”( أحد الاصدارات الجيدة له ،التي أعود لها بين الفينة و الأخرى)ولعل الجميع يتذكر اعتقاله على عهد الراحل ادريس البصري والحكم عليه بالسجن النافذ …رب قائل بأن ذلك يدخل ضمن “ترتيبات” الدولة آنذاك لتلميع صورتها ،الحقائق والوقائع تفنذ وتضحد هذا المنحى من الإدعاءات ..القوة المضادة ،بالرغم من كون منتسبين لهذه النقابة العتيدة ،التي أخشى أن أقول ،لم تعد كذلك لا ينتمون بالقطع لحزب عبد الرحيم بوعبيد (الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية)،وفي إطار مبدأ نضالي صرف ،آمنا به في منظمة العمل الديموقراطي الشعبي ،إحدى مكونات الكدش،وهو ” النقد والنقد الذاتي “،قد أذهب بعيدا ارتباطا بتلك الفترة الذهبية ،من تاريخ بلادنا بأحزابه ونقاباته وبعض من جمعياته ،بما فيها الجمعيات التربوية (لاميج- الشعلة-حشد..الخ)،جدلية السياسي والنقابي ،جدلية الثقافي والسياسي …الخ وهكذا ،جمعت قوى اليسار والجديد منه ،رغم نعتها بذرع حزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية..وقفوا لحظات كانت مفصلية ،ومرتبطة بشكل واقعي بالمؤتمرات الوطنية للمكونات ،خاصة المنظمة وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي ،محاولين ” الإنفصال” عن الكدش لتأسيس درع نقابي لكل حزب ،على الأقل بالنسبة لنا في منظمة العمل ،وبالتالي ستكون مقدمة لتشرذم وانشقاقات ،لم تسلم منها جل قوى اليسار ،لعل من بين اسبابها غير الرئيسية ،هو مشكل النقابة ،ثم فيما بعد الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ،وتجلى ذلك في مستقبلها التنظيمي الهش ،إذ انشطر جزيئآت تنظيمية ،بمسميات عدة لم تفي بغرض أكبر وهو التجميع ،الذي سعت له منظمة العمل الديموقراطي الشعبي التي تعرضت للشق القوي(1996)،ساهم فيه النظام لغرض ذاتي محض ،وهي التي / المنظمة،كانت تتنفس برئتين قويتين وبكارزمات وطنية تربع على صورها الرفيق المجاهد الراحل محمد بن سعيد ايت يدر،رمز من رموز الصدق والثبات على الموقف حتى آخر رمق ..وما الكتلة الديموقراطية(1992) إلا مثال حي..
النقابات بقطاع الشباب اليوم ،وقبله تعيش حالة “سوء فهم كبير” ،رمى ببعض منتسبيها ومنخرطيها في أتون حروب صغيرة ،اتسعت معه الهوة بين التنظيم والمناضلين،سوء الفهم محمول بطغيان فردانية وأنانية ،تعكس أمراض شكيزوفرينية ،هي صورة اللحظة التي يعيشها الوطن ..
احترام قرارات المؤتمرات غيبت ،تغييب برلمانات هذه المنظمات النقابية ،سيادة الحلقية والكولسة ،والإرتماء في “أحضان الزعيم”الذي قد لايكون ظاهرا بحيث ننعته “العدو الطبقي ” مثلا ،كلها مقدمات لأفول تلك المدارس النقابية ،التي شكلها الإتحاد العام للشغالين ،الاتحاد المغربي للشغل ،ثم الكونفدرالية الديمقراطية للشغل…مصطلحين غير واقعيين لاجامع بينهما ( الإتحادان) وتجميع على قاعدة مصطلح مختلف ذي مرجعية يسارية جديدة كونفدرالية،(أيضا لم يفي بالغرض خاصة مع حلقة انشطار يساري جديد خلف حزبا آخر ،ثم ثالث )دون إلغاء حضور ودور باقي النقابات ،لان هذا الثلاثي يسمى مجازاحسب الإستحقاقات الانتخابية ،” الأكثر تمثيلية” وربما تنطبق الكلمة (تمثيلية)بشكل هزلي عليها /النقابات ،بمفهوم شخوص تحرك بالريموت كونطرول ، لأداء دور ” تمثيلي “أو أصابع خفية ظاهرة ،مثل كراكيز ،وهي ليست قدحية بالمطلق ،ليعذرني المناضلون على هذا التشبيه الذي ربما يلقى صدى إيجابي في نفوس رفيقاتي ورفاقي ،إخوتي وأخواتي ،بالتنظيمات النقابية ،الذين يمسكون على جمر النضال باستماثة ،مع توالي التلويح بالإستقالات التي تضر بنا جميعا ،” حنا قلال مافينا مايتقسم “لم يستطيعوا جميعا ،”حضن المناضلين” ،وإعمال أحد المبادىء الأساسية للنقابات وهو “الديموقراطية”وإعادة تكوينهم ،بل فسح المجال لهم ليشرفوا على تكوين وتأطير شباب متلهفين ،حتى يحصل الخلف ،ونترك قيادات جديدة قوية ومناضلة وانصهارهم في لمة مفقودة من أجل مبدأ أساسي ،ينبني عليه أي تنظيم ذي حمولة نقابية وهو الدفاع عن مصالح الشغيلة ،ليتحور مع المتحورات الجديدة ،إلى الدفاع عن مصالح المريدين والمقربين ،مع استثناءات لا تنفي القاعدة للأسف الشديد…ثم لماذا لم تفعل آلية التنسيق النقابي التي طالما طالبت شخصيا بها ؟إلا لماما ولحظيا ،كما لاتفعل ،بل تنزل قرارات المؤتمرات آلية التحكيم ،حتى نضمن قاعدة المسؤولية فردية والمحاسبة جماعية ،وبالتالي نرجع ” الغاضبين” منا للتنظيم..
ماذا راكمنا في نظركم داخل نقاباتنا القطاعية ؟ هل النقابة هي مؤتمر ،لجنة تنفيذية ،لجنة إدارية ،لجنة مركزية ،امتحانات مهنية التسابق ،بل الهرولة نحو هذا المنصب وذاك…؟هل هذا هو هدف النقابة ،التي تنعت بأنها “قوة اقتراحية” لم نلمس أثرها وبشجاعة واستماتة إن وجدت بدائل واقتراحات يجب الدفاع عنها ،وأولها نظام أساسي ،لوحده يجب أن ينال منا كما نالت الأوراق الخاصة بالمؤتمرات الحقيقية ،جهدا فكريا وليس ” عضليا “ومالا وغيره حتى تحقيق المطالب ،لأن مالا يأتي بالنضال ..يأتي بمزيد من النضال ..وهو الحل والمبتغى ،حتى لا تملأ الساحة ،وهو الحاصل نتيجة تراجعات نقابية مفهوما وواقعا ،لتفتح المجال للتنسيقيات ،رغم انتمائي لإحداها،وهذا دور المناضل ذي الخلفية السياسية ،لاتترك الكرسي /الساحة فارغة.. مكره وتكتيكيا يجب أن نكون مع الركب وليس خلفه …والعودة للحضن وهو التنظيم بعد تشذيبه وتنقيته من الشوائب ،وإعادة هيكلته ،بدل الاستكانة والهروب إلى الأمام دون نبراس ووميض ينير الدرب العسير والطويل ،في لحظات المغرب المفصلي …
*محمد جرو/ نقابي داخل كدش..