تعطل قطارين بالمغرب يسبب فوضى وتأخير 3 ساعات: غياب التواصل يفاقم معاناة المسافرين

الحنبلي عزيز-متابعة -البيضاء
شهدت شبكة السكك الحديدية المغربية صباح يوم أمس السبت، الموافق 28 ديسمبر 2024، حادثة أثرت بشكل كبير على حركة القطارات وتسببت في تأخير دام ثلاث ساعات، مخلفة حالة من الإرباك والاستياء لدى المسافرين، في ظل غياب تواصل فعال معهم.
في تمام الساعة الثامنة وستة وثلاثين دقيقة صباحًا ، تعرض القطار القادم من سطات والمتجه إلى الدار البيضاء إلى عطل تقني مفاجئ أدى إلى توقفه على السكة الحديدية. وبسبب هذا العطل، تعذر على القطار مواصلة رحلته، مما نتج عنه تعطيل حركة القطارات الأخرى على نفس الخط، بما في ذلك القطار القادم من مراكش والمتجه إلى فاس عبر مكناس، الذي اضطر للتوقف والانتظار بالقرب من النواصر.
بعد انتظار دام حوالي ساعتين، تم إرسال قطار آخر لنقل المسافرين العالقين من القطار المتعطل. وخلال هذه العملية، طُلب من المسافرين المتجهين إلى مطار محمد الخامس الدولي تغيير القطار في محطة بوسكورة بدلاً من محطة الدار البيضاء الوازيس لتجنب المزيد من التأخير.
أثار الحادث استياءً واسعًا بين المسافرين، خاصة بسبب غياب أي تواصل واضح أو فوري من إدارة السكك الحديدية. عبّر العديد منهم عن انزعاجهم من غياب المعلومات والتحديثات، مما زاد من توترهم خلال ساعات الانتظار.
قال أحد المسافرين: “كان يجب أن يتم إبلاغنا بما يحدث منذ البداية، حتى نتمكن من ترتيب أمورنا. بقينا ننتظر لساعات دون أن نعرف أي تفاصيل، وهذا أمر غير مقبول.”
المسافرون المتجهون إلى مطار محمد الخامس كانوا الأكثر تضررًا، حيث قال أحدهم: “لم نحصل على أي معلومات واضحة عن موعد استئناف الرحلة، وكان علينا التصرف بأنفسنا للبحث عن بدائل.”
كما أشار بعض الركاب إلى نقص المرافق الأساسية في المحطات، مثل المياه والمقاعد المريحة، خلال انتظارهم الطويل. وطالبوا إدارة السكك الحديدية بتحسين آليات إدارة الأزمات من خلال توفير تحديثات دقيقة ومستمرة للمسافرين عبر مكبرات الصوت أو التطبيقات الذكية.
أوضح المكتب الوطني للسكك الحديدية أن سبب العطل يعود إلى مشكلة تقنية مفاجئة بالقطار القادم من سطات. وأكد المكتب أن فرق الصيانة تدخلت فورًا لإصلاح العطل وإعادة حركة القطارات إلى طبيعتها. كما أشار إلى أن مثل هذه الحوادث نادرة، وأن المكتب ملتزم بتعزيز إجراءات الصيانة الوقائية لضمان تقديم خدمات أكثر كفاءة.
رغم عودة الأمور إلى طبيعتها بعد إصلاح العطل، فإن الحادثة كشفت عن نقاط ضعف تتطلب معالجة عاجلة، خاصة في ظل استعداد المغرب لتنظيم أحداث رياضية كبرى، من بينها كأس الأمم الإفريقية 2025 (CAN) و كأس العالم 2030.
تعتبر شبكة السكك الحديدية عنصرًا أساسيًا في نقل الجماهير بين المدن المغربية خلال هذه الأحداث، مما يجعل الاستثمار في تحسينها ضرورة ملحة.
لان هذه التحسينات ليست فقط مسألة تسهيل الرحلات اليومية للمسافرين، لكنها أيضًا وسيلة لتعزيز صورة المغرب كوجهة عالمية قادرة على تنظيم أحداث كبرى بكفاءة.
سلطت حادثة يوم السبت الضوء على أهمية التواصل الفوري مع المسافرين خلال الأزمات، وأكدت الحاجة إلى وضع خطط طوارئ متكاملة للتعامل مع الحوادث التقنية بشكل أفضل. وبينما يطمح المغرب لتحقيق نجاح كبير في استضافة الأحداث العالمية القادمة، فإن تطوير الخدمات اللوجستية والبنية التحتية سيكون عاملًا حاسمًا في ترك انطباع إيجابي لدى الزوار والمشاركين.