ليلة رعب لشاحنات مغربية: إطلاق نار في منطقة ملتهبة على الحدود بين مالي وموريتانيا

الحنبلي عزيز -متابعة
شهدت مدينة نيورو دو الساحل، الواقعة على الحدود بين مالي وموريتانيا، مساء يوم الثلاثاء 7 يناير الجاري، حادثة إطلاق نار استهدفت شاحنات مغربية للنقل الدولي للبضائع. ورغم خطورة الحادث، أكدت مصادر مهنية في قطاع النقل الدولي بغرب إفريقيا عدم تسجيل أي إصابات أو وفيات في صفوف السائقين.
وفقًا لمعلومات من مصادر مهنية، تعرضت حوالي 30 شاحنة مغربية لموقف صعب أثناء محاولتها عبور الحدود نحو موريتانيا. الحادث وقع إثر اشتباكات بين عصابات مسلحة معارضة والجيش المالي في منطقة نيورو دو الساحل.
وقد أطلق المسلحون الذين شنوا الهجوم على المدينة النار على الشاحنات المغربية المصطفة في الطريق الحدودي، فيما فرّ السائقون المغاربة إلى مناطق متفرقة قبل العودة إلى المكان بعد سيطرة الجيش المالي من جديد على المنطقة.
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن هيئة الأركان العامة لجيوش مالي أعلنت، أمس الثلاثاء، أن “إرهابيين بأعداد كبيرة هاجموا بعض النقاط الحساسة في مدينة نيورو دو الساحل ليلة الإثنين إلى الثلاثاء”.
وأضاف الجيش المالي في بلاغ له: “تبلغ هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الرأي الوطني بأنها صدّت بقوة هجومًا إرهابيًا في منطقة نيورو دو الساحل في 6 يناير 2024 حوالي الساعة 10:00 مساءً”، وزاد أن “الإرهابيين الذين تسللوا بأعداد كبيرة إلى المدينة بتواطؤ داخلي هاجموا بعض النقاط الحساسة”.
وأكدت المصادر أن السائقين تمكنوا من تفادي الخطر بفضل احترافية التعامل مع الوضع، وأنه لم يتم الإبلاغ عن أضرار جسيمة للبضائع أو الشاحنات نفسها، رغم التوتر الأمني الذي عاشته المنطقة تلك الليلة.
مدينة نيورو دو الساحل تُعتبر واحدة من النقاط الساخنة في منطقة الساحل، التي تشهد تصاعدًا في أعمال العنف بسبب نشاط الجماعات المسلحة المعارضة للحكومة المالية. ويشير مراقبون دوليون إلى أن الطرق التجارية في هذه المنطقة أصبحت ممرات محفوفة بالمخاطر، ما يهدد حركة التجارة الإقليمية.
تأتي هذه الحادثة في سياق التوتر الأمني الذي تشهده منطقة الساحل، حيث تتزايد الاشتباكات بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة المعارضة، ما يعرض السائقين العاملين في قطاع النقل الدولي للخطر.
ويعتبر الطريق الرابط بين مالي وموريتانيا محورًا مهمًا لتجارة البضائع بين شمال وغرب إفريقيا، إلا أن انعدام الأمن في بعض المناطق يشكل تحديًا كبيرًا أمام استمرارية النقل التجاري.
الحادث أعاد إلى الواجهة مطالب المهنيين في قطاع النقل الدولي بضرورة توفير حماية أكبر للسائقين المغاربة أثناء عبور المناطق ذات المخاطر الأمنية المرتفعة. كما طالب بعض المهنيين الجهات المختصة بتنسيق أكبر مع السلطات المحلية والدولية لضمان سلامة الطرق التجارية.
في ظل هذه الأوضاع، يبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين ضمان استمرارية حركة النقل التجاري وتأمين حياة السائقين، خاصة في المناطق المضطربة مثل منطقة الساحل.