رواية “جسر النعمانية” للكاتب عبد النور مزين موضوع لقاء بتطوان

نعيمة ايت إبراهيم -تطوان
نظمت رابطة أديبات وأدباء شمال المغرب بالتنسيق مع المركز الثقافي إكليل بتطوان، في إطار سلسلة احتفاءاتها بالكتاب المغاربة، قراءة نقدية في رواية “جسر النعمانية” للكاتب عبد النور مزين، لحظات من قراءات نقدية عميقة، متنوعة وخصبة وغنية، بمشاركة الاستاذ محمد أحمد المسعودي والاستاذ عبد السلام المنصوري والاستاذة هدى أنقار، تسيير الكاتب والشاعر محمد العربي غجو، يوم الجمعة 10 يناير برحاب المركز الثقافي إكليل التابع لمؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية.
افتتح اللقاء بكلمة لرئيس رابطة أديبات وأدباء شمال المغرب ، الروائي عبد الجليل الوزاني التهامي، الذي رحب بالحضور والضيوف، بعدها قدم مسير اللقاء كل من المحتفى به الروائي عبد النور مزين والمشاركين الذين قدموا قراءات نقدية وتحليلية للعمل.
كانت أول مداخلة للأستاذ محمد أحمد المسعودي الذي عايش الرواية قبل ولادتها وظهر ذلك من خلال الغوص في تفاصيل الرواية، إذ فكك هذا العالم من الشخصيات والأحداث والأمكنة، في ورقة جعلها منطلق وأرضية للنقاش حول هذه الرواية عنوانها بصراع الهويات ومآلات الإنسان في رواية “جسر النعمانية”، الرواية التي تشتغل في فضاءات مختلفة وقضايا عديدة من بينها العبور والنزوح والنجاح والهجرة وصراع الحدود وتعدد الهويات والاغتيال وغيرها… من الموضوعات التي تندرج في سياق يمكن تسميته حسب الدراسة الثقافية الحديثة بسرديات الهوية،
وهذه الإشكاليات والقضايا الإنسانية التي ازدادت مع الرأسمالية المتوحشة، وهي قضايا تعرفها جميع الأمم المعاصرة، الصراعات الايديولوجية العرقية التي حولت واقع الإنسان إلى مستنقع يصعب العيش ويصعب تحقيق قيم الحرية والسلام فيه.
فرواية “جسر النعمانية” هي رواية تقدم تمثيلا سرديا أمام الذئاب القرمزية والذئاب البيضاء، ويمثل هذا صراع أفراد عائلة واحدة ومن أحاط بهم من الجيران والسكان.
كما عبر الحدود إلى جغرافيا مختلفة ليسير صراع عالمي تمثله أيادي خفية، ومن ثم كانت له تداعيات على جميع الشخصيات الروائية وعلاقتها الاجتماعية التي شكلت سردية غنية وممتعة.
ركز في مدخلته على موضوع القراءة وعلى موضوع صراع الهويات الذي تمثله شخصيات الرواية، والتي تقدم صور مختلفة عن صراع الإنسان ومعاناته، والتضارب بين الهويات وتبعاته في المجال الواسع متخيل.
المداخلة الثانية للاستاذ عبد السلام المنصوري، الذي استهلها بالتنويه بقيمة وحجم هذا العمل وصاحبه فهي رواية من الرواية الصادمة والنصوص الخطيرة والأعمال الجسورة التي تسأل العالم من حولها وتعيد النظر في أكثر القضايا التباسا، راهنية الذات وتطابقها، الهوية واختلافها، المصير وجبريته، الخلاص واستحاله. تحرث الرواية في الحقول الملغومة تطرح الأسئلة المشؤومة لكنها شأنها شأن الأعمال الكبرى تقدم أنصاف الأجوبة.
ونبه القارئ بأن الرواية تمكنه من عبور الجسر وتحذره من السفر نحو المجهول لكنها تغريه بمتعة السفر تحكي الرواية قصتها ببساطة لكنها لا تنتهي في وجدان القارئ وعقله فرواية جسر النعمانية للروائي عبد الزين هي رواية جديرة بالانتساب لسيدة الأعمال أو سيدة الأجناس الأدبية.
بدأ لعبة تفكيك الرواية من العنوان مرورا إلى المضمون فالرواية لعبة مذهلة أدخل لها الكاتب القارئ عنوة وجعله يتساءل عن قوة هذا الإقناع الفني، إقناع بكون متخيل، إقناع بهذه الجغرافيا غير الموجودة في الواقع غير موجودة على خريطة الواقع لكنها موجودة على خريطة الأدب فالروائي يمتلك قوة الإقناع والتشكيك.
مرورا بالإستهلال لما له من أهمية في جذب القارئ للعمل والأسلوب السردي الذي مزج فيه الكاتب بين تقنيات متعددة جعلت من المتعة مضمونة والإثارة محققة والإبداع حاضر في رواية من أجل التعاطي مع هذا العمل.
مداخلة الثالثة للاستاذة هدى أنقار، بعنوان رمزية المكان ورهانات الكاتب في جسر النعمانية تنطلق في هذه الدراسة من افتراض منهجي مفاده أن الرواية الحديثة أو الجديدة باختلاف أسماها تصدر عن وعي جمالي يتخطى حدود الوعي السائد ويتجاوزه إلى آفاق جديدة بتعبير آخر أنها تجسد رؤية فنية و تفسيرا فنيا للعالم تحاول من خلاله الكشف عن خبايا النفس البشرية وما خفي منها وتتغلغل في جدورها. مما ينعكس على بناءها وأسلوبها والتفاعل بين عناصرها ومحيطها.
فرواية جسر النعمانية هي مغامرة فنية فريدة من نوعها يحاول خلالها الروائي تحقيق رهان جديد يرسم فيه معالم جديدة ومن جملة الإشكالات التي اشتغلت عليها في مداخلتها هي هل يمكن أن يخدع الواقع فنيا وأدبيا ونقديا وجماليا للربط و التفسير والتعليم رغم تناقضاته
ما الامكانيات الفنية والطاقات البلاغية التي استند إليها الكاتب لتحقيق رهاناته، ما تجليات المكان ورمزيته في هذا العمل الإبداعي، سياق النص وإشكال الهوية، رمزية المكان وجماليته في الرواية.
بعدها فتح نقاش مع الحضور حول الرواية وتفاصيلها وتفاعل الكاتب والمتدخلين مع هذه أسئلة الحضور وتوزيع شهادات المشاركة على المشاركين في هذا اللقاء.