الدار البيضاء: رؤية جديدة لجمعية أماني لرعاية المرأة والطفولة من أجل عقد آخر من خلق الأثر الاجتماعي

أحمد رباص
عقدت جمعية أماني يوم الجمعة 10 يناير، لقاءها الأول برسم سنة 2025، بهدف تقديم رؤيتها الاستراتيجية الجديدة. وتدشن جمعية أماني مرحلة استراتيجية جديدة من عملها لصالح دعم الأطفال المحرومين، تميزت بتجديد مكتبها التنفيذي وتعزيز قيادتها، حيث تم في شهر شتنبر من سنة 2024، تشكيل مكتب جديد أخذ على عاتقه إضفاء دينامية جديدة على عمل الجمعية، ومضاعفة أثر أنشطتها لمواكبة التحديات المُسْتَجَدَّة.
وقد سبق لجمعية أماني أن أعلنت عن تأسيس مكتب جديد وتعيين ياسمينة بادو، الخبيرة المعروفة في مجال التنمية الاجتماعية والداعمة الوفيّة للجمعية منذ بداياتها، رئيسة له، خلفا للرئيس المؤسس يونس السلاوي، الذي سيظل منخرطا بنشاط إلى جانب الأعضاء القدامى والجدد في المكتب، من أجل تعزيز التزام الجمعية تجاه الأطفال المحرومين في الدار البيضاء. ويرمز هذا التحول إلى التزام أماني بمواصلة وتعزيز تأثيرها الاجتماعي في السنوات القادمة.
منذ إنشائها، برزت أماني بنهجها الشامل الذي يجمع بين التعليم والثقافة والتضامن. يستفيد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و15 عاما، ويتم اختيارهم وفقا لمعايير اجتماعية وأسرية ومدرسية، من برامج تعليمية تتكيف مع احتياجاتهم، بما في ذلك على وجه الخصوص:
* دورات للدعم الأكاديمي؛
* أوراش عمل تربوية؛
* أنشطة ثقافية ورياضية؛
* دروس الاستكشاف والرحلات الميدانية؛
شهد لقاء الجمعة حضور كل من نعيمة بن يحيى، وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة، عبد اللطيف معزوز، رئيس مجلس جهة الدار البيضاء-سطات، عبد القادر بودراع، رئيس المجلس الإقليمي للدار البيضاء، مولاي أحمد أفيلال، نائب رئيس المجلس الجماعي للدار البيضاء، و عبد المومن طالب، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الدار البيضاء الكبرى.
في هذا اللقاء الذي حضرته أيضا كل من نوال المتوكل، نائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، والسيدة نزهة الصقلي رئيسة جمعية أوال، إضافة إلى عدد من الفاعلين الثقافيين والمجتمعيين والاقتصاديين من مدينة الدار البيضاء، أكدت وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة على أهمية وضرورة العمل الجمعوي، كالذي تقوده جمعية أماني.
تأسست هذه المنظمة غير الحكومية عام 2013 من قبل مجموعة من سكان الدار البيضاء، وتعمل على دعم الأطفال من الخلفيات المحرومة في مسارهم التعليمي. هدفها تزويدهم بالأدوات اللازمة لاستقلاليتهم، منذ الطفولة وحتى اندماجهم المهني، مع مكافحة العزلة الاجتماعية. وتقدم الجمعية تعليما عالي الجودة وأنشطة ثقافية ورياضية، فضلا عن مبادرات التضامن.
منذ تأسيسها، تميزت جميعة أماني بمقاربتها الشاملة والمتكاملة التي تمزج بين التعليم والثقافة والتضامن. يستفيد الأطفال الذين تعمل معهم الجمعية، بعد انتقائهم بناءً على معايير اجتماعية وعائلية ودراسية محددة، من مجموعة من البرامج التعليمية التي تتناسب واحتياجاتهم، وتشمل هذه البرامج:
– دروسا للتقوية في المواد الأساسية مثل: العلوم والرياضيات والفرنسية والإنجليزية، يقدمها مدرسون يتقاضون رواتبهم من الجمعية؛
– ورشات تربوية تتناول موضوعات أساسية مثل: المواطنة، الحريات الفردية، حقوق الإنسان، المساواة بين الجنسين، والتضامن.
– أنشطة ثقافية ورياضية متنوعة مثل: التسجيل في معهد موسيقى، زيارات إلى المتاحف والمعارض، عروض سينمائية، لقاءات رياضية، وأنشطة ترفيهية تعزز من تنمية وتطور الشخصية؛
– حصصا استكشافية وزيارات ميدانية، تُنظم مرتين إلى ثلاث مرات في السنة، لتعزيز الانفتاح على العالم وتنمية التفكير النقدي.
وتُجرى مختلف هذه الأنشطة في الفضاء التابع للجمعية والذي يحمل اسم “Amani Campus Space”، وهو فضاء تم تصميمه لخلق مناخ من الثقة، يساعد على التعلم والتطور الشخصي للأطفال في جو من النجاح الدراسي والشخصي.
من ناحية أخرى، سيتم قريبًا تجديد مركز الاستقبال “Amani Campus Space”، ومن المقرر أن يتم في وقت لاحق إنشاء مركز استقبال آخر يكون مفتوحا في الهواء الطلق، بغرض تمكين الأطفال الذين تتكفل بهم جمعية أماني من فضاء للأنشطة الخارجية.
ستواصل جمعية أماني، بقيادة ياسمينة بادو، مسعاها لفك العزلة عن الأطفال وأسرهم، مع العمل على تعزيز نجاحهم الدراسي والشخصي. وتعتمد الروح القيادة للجمعية على مقاربة للعمل تجمع بين أجيال مختلفة، وتشجع على التضامن والدعم المتبادل بين الأطفال والأسر والمتطوعين.
كما يستفيد الأطفال من التزام المتطوعين الذين يواكبونهم في عمليات تضامنية داخل الأحياء المحرومة، وهو ما يسهم في الترويج لأهمية التعليم كوسيلة للتحول الاجتماعي. كما تنظم أماني جلسات تدريبية، منتديات للتوجيه الدراسي والمهني، وبرامج للإرشاد، بمشاركة عدد من طلاب المدارس الإعدادية والثانوية أساسًا، خاصة أولئك المنحدرون من المؤسسات التعليمية العمومية ومن الأحياء المحرومة.
وتختار أماني الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و15 عامًا، بناءً على معايير اجتماعية وعائلية ودراسية، للمشاركة في مشاريع تعليمية تحت رعاية الجمعية وعدد من الشركاء. من خلال تقسيم الأطفال إلى مجموعات عمرية (من 6 إلى 9 سنوات، من 9 إلى 12 سنة، ومن 12 إلى 15 سنة)، تسعى الجمعية إلى خلق تناغم بين الأسر لتشجيعها على النجاح من خلال التعاون المشترك.
إضافة إلى أنشطتها على مستوى الدار البيضاء، عقدت جمعية أماني سنة 2017، شراكة مع جمعية أخيام، وهي منظمة غير حكومية تعمل في منطقة إميلشيل، خاصة مع الفتيات، من خلال: برامج لمحو الأمية، الدعم والمواكبة التعليمية والاجتماعية والنفسية للتلميذات من ذوي المستويات الدراسية المنخفضة. كما تقوم الجمعية بتجهيز عدد من المكتبات والقاعات متعددة الوسائط. ويتمثل الهدف الرئيسي لهذه المبادرة في مكافحة الهدر المدرسي للفتيات في المناطق القروية.
تم تجديد هذه الشراكة اعتبارًا من يناير 2025، من أجل: خلق وتقوية نماذج للنجاح والترقية الاجتماعية، المساهمة في فك عزلة الأسر المحرومة، مكافحة تشغيل الأطفال، محاربة الهدر المدرسي، والتغلب على العقبات التي تؤدي إلى الفشل والانغلاق على الذات، من خلال الوصول إلى المعلومات الملائمة، والإرشاد، واتباع ثقافة القدوة.