صحة
تحولات جذرية في الصحة العالمية لعام 2025: بين الابتكار الرقمي والذكاء الاصطناعي

مع تطور التكنولوجيا الطبية في عام 2025، يشهد قطاع الصحة تحولًا كبيرًا في كيفية تقديم الرعاية الطبية، مستندًا إلى قوة الابتكار الرقمي والذكاء الاصطناعي. هذه التوجهات تُظهر إمكانات هائلة لتحسين حياة الإنسان، مع تركيز خاص على زيادة كفاءة النظم الصحية وتعزيز تجارب المرضى.
بحسب تقارير حديثة، من المتوقع أن ينمو سوق الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية بمعدل سنوي مركب يبلغ 37.5%، ليصل إلى 490 مليار دولار بحلول عام 2030. يشمل ذلك التطبيقات التي تعتمد على تعلم الآلة لتحليل الصور الطبية، ما أدى إلى تحسين دقة التشخيص بنسبة تصل إلى 85% في بعض الحالات، مثل سرطان الثدي.
تُمثل العلاجات الرقمية تطورًا كبيرًا في إدارة الأمراض المزمنة. وفقًا لتقرير صادر عن Statista، من المتوقع أن تصل قيمة السوق العالمية للعلاجات الرقمية إلى 14.5 مليار دولار في عام 2025. وتساعد هذه الأدوات المرضى على التفاعل مع خططهم العلاجية بشكل أفضل، مما يقلل من معدلات التفاقم بنسبة 30% في الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم.
كما ازدادت الاستشارات الطبية عن بُعد بنسبة 60% مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة، وفقًا لتقرير McKinsey لعام 2025. توفر هذه الخدمات رعاية شاملة حتى في المناطق النائية، حيث يُستخدم الواقع الافتراضي الآن لتقديم جلسات علاج نفسي وتدريبات جسدية افتراضية.
ويشير تقرير GlobalData إلى أن استخدام تقنيات الواقع الافتراضي في التدريب الجراحي ساعد في تقليل الأخطاء الطبية بنسبة 40% مقارنةً بالطرق التقليدية. كما يستخدم الأطباء الواقع الافتراضي لتصميم نماذج ثلاثية الأبعاد لأعضاء المرضى، مما يُمكّن من تحسين النتائج الجراحية.
تُعد تقنية البلوكشين ثورة في أمان البيانات الصحية، حيث تُستخدم الآن في 30% من أنظمة إدارة بيانات المرضى عالميًا. وفقًا لتقرير IBM، ساهمت هذه التقنية في تقليل عمليات تسريب البيانات الصحية بنسبة 25% مقارنة بالعام الماضي.
مع تبني هذه الابتكارات، تتجه الأنظمة الصحية العالمية نحو عصر جديد من الرعاية الصحية الدقيقة والمتخصصة، ما يضع المرضى في صلب الأولويات. هذه التوجهات تعزز من فعالية الخدمات الطبية وتساهم في تحقيق الاستدامة في مواجهة الإشكالات الصحية المتزايدة عالميًا.
ورغم هذه التطورات المبهرة، يبقى التساؤل قائمًا حول مدى قدرة الدول العربية والدول النامية على الاستفادة من هذه الابتكارات. هل ستتمكن من تجاوز الإشكاليات المتعلقة بالبنية التحتية الصحية، والتمويل المحدود، والفجوة الرقمية؟ وكيف يمكنها دمج هذه التقنيات بشكل عادل ومستدام يخدم شعوبها؟ الإجابة على هذه التساؤلات تتطلب رؤية استراتيجية واستثمارًا جادًا في بناء القدرات التكنولوجية والموارد البشرية لتعزيز النظم الصحية في هذه الدول.
هشام فرجي