ثقافة و فن
ساخرة: الكون في سباق ماراثون

في يومٍ كونيّ مشمس (أو مظلم، حسب وجهة نظر الثقوب السوداء السوداء)، اجتمعت كواكب المجموعة الشمسية ومعها بعض الزوار من مجرات بعيدة لخوض سباق الماراثون العظيم. كان الحدث من تنظيم الزمن، وحكم السباق هو قوانين الفيزياء، بينما الجمهور مكوّن من ملايين النجوم التي تراقب من مقاعدها في درب التبانة.
بداية السباق
عندما انطلقت الإشارة الكونية، هرع عطارد كالسهم، وهو يلهث:
— “أنا الأسرع! أنا الأقرب إلى الشمس! أنا لا أخشى الاحتراق!”
لكن المشتري، الضخم المليء بالغازات، ضحك قائلاً:
— “ركضك بلا فائدة، يا صغيري! الحجم هو القوة!”
أما الأرض، فكانت تجري بإيقاع ثابت، وهي تتحدث إلى القمر:
— “أنت تتبعني في كل مكان، ألا تريد أن تستقل بنفسك وتشارك بعيدا عني؟”
أجاب القمر متثائبًا:
— “أنا هنا فقط للتصوير، سأرسل لك سيلفي لاحقًا!”
المريخ والمشاغبون
كان المريخ يلهث، متوعدًا الأرض:
— “سأصل إليك يومًا ما وأغزو محيطاتك المتبخرة!”
لكن الأرض ردّت بابتسامة ساخرة:
— “عندما تتوقف عن العواصف الرملية، تعال نتحدث في الأمر!”
في الخلف، كان نبتون يسير ببطء، متذمرًا:
— “يا لبرودة هذا السباق، لا أحد يشعر بي هنا!”
أما بلوتو، فقد كان يجري وحده خارج المضمار، وهو يصرخ:
— “انتظروني! أنا كوكب أيضًا!”
لكن القوانين الحديثة تجاهلته، فانسحب بحزن ليكتب منشورًا غاضبًا على مواقع التواصل الكونية.
نهاية السباق؟ لا يوجد خط نهاية!
بعد ملايين السنين الضوئية من الركض، اكتشف الجميع أنه لا يوجد خط نهاية! فالكون نفسه يتمدد، وكلما ركضوا أكثر، ازداد السباق طولًا.
الثقب الأسود، الذي كان متفرجًا، ابتلع ضحكته ثم همس:
— “لا تقلقوا، ستنتهون جميعًا عندي يومًا ما!”
وفي النهاية، استمر السباق… إلى الأبد.
هشام فرجي