اخرى

وفاء لروح عبد الحق المبشور -أحمد سيجلماسي

بلانكابريس تيفي..

وفاء لروح عبد الحق المبشور:

عرفانا ووفاء لروح الجمعوي والمناضل السياسي والنقابي والإطار السابق بالقناة التلفزيونية الثانية والكاتب العام للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب الصديق عبد الحق المبشور، الذي وافته المنية صباح الإثنين 20 يناير 2025 بإحدى المصحات الخاصة بالدار البيضاء عن عمر ناهز 67 سنة، يستضيف الصحفي العربي رياض والناقد الفني مصطفى احريش يوم الأحد 9 فبراير الجاري ابتداء من الساعة 17، في حلقة خاصة به من برنامج “الرياض الثقافي”على القناة الإلكترونية “بلانكا تيفي” بالموقع الإخباري “بلانكابريس”،  كلا من شقيقه محمد المبشور (فاعل جمعوي ورئيس جمعية ومجموعة العاشقين) والإعلامي الرياضي بقناة “دوزيم” مصطفى طلال (رئيس الجمعية المغربية للصحافيين الرياضيين) ومديرة المركب الثقافي مولاي رشيد غيثة صاهر والفنان توفيق سرحان (أستاذ باحث في سلك الدكتوراه)، وذلك لتسليط بعض الأضواء على عطاءاته المتنوعة والكثيرة والتعريف به وبشيمه الأخلاقية النبيلة وبمساره المهني والنضالي باعتباره أحد القامات المعروفة بمدينة الدار البيضاء، وبمنطقة سيدي عثمان بوجه خاص، حيث قدم خدمات جليلة لساكنة سيدي عثمان و مولاي رشيد لأنه كان من أبناء المنطقة وممثلا لها بالمجلس الجماعي الحالي لمقاطعة سيدي عثمان وبمجلس المدينة سابقا.

ومعلوم أن الراحل المبشور، المزداد بالدار البيضاء يوم 18 ماي 1958، قد اجتمعت فيه خصال تفرقت في غيره.. فقد كان خدوما لكل الناس بلا حدود.. بشوشا وسباقا لفعل الخير والسؤال عن أصدقائه.. حنينا وبارا بوالديه وعطوفا على أسرته وإخوته وأخواته وأبناءهم.. نشيطا وحيويا ومعطاء على أكثر من صعيد: في عمله داخل قناة دوزيم (قبل تقاعده) وفي المجالات الجمعوية والنقابية والسياسية والثقافية والإعلامية والفنية وغيرها… كان يحب الجميع ومحبوبا لدى الجميع… لم يكن يفكر في نفسه ومصالحه بقدر ما كان يفكر في الآخرين ومصالحهم، خاصة من كانوا  في وضعية هشاشة.. الكل يشهد على كرمه وسخائه وإنسانيته.

عشق المبشور السينما وقاعاتها الشعبية منذ نعومة أظافره واشتغل في الإنتاجات السينمائية الأجنبية المصورة ببلادنا منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي قبل أن يلتحق بقناتنا التلفزيونية الثانية عند تأسيسها سنة 1989 ويصبح أحد أطرها البارزين في مجال الإنتاج وتدبيره بعد مراكمته لتجربة وخبرة معتبرتين. لقد ظل يدافع نقابيا عن حقوق العاملين بها ويسهل المأمورية على العديد من الفنانين المتعاونين معها ويساهم في حل مشاكل الإنتاج بالنسبة لبعض المسلسلات وغيرها من الأعمال التلفزيونية التي اعتراها التعثر أو التوقف في التصوير لسبب من الأسباب.

ومنذ التحاقه سنة 2012 ككاتب عام بالمكتب المسير للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب (جواسم) فتح، بخبرته وشبكة علاقاته وحلاوة لسانه ودماثة خلقه، كثيرا من الأبواب أمام هذه الجمعية السينمائية الوطنية العتيدة وسهل مأموريتها في تنظيم لقاءاتها وتظاهراتها السينمائية المختلفة (الجامعة السينمائية، مهرجان السينما والمدينة بالبيضاء، مهرجانات الأندية السينمائية التابعة لها…) وجموعها العامة ومجالسها الوطنية (بالدار البيضاء والمحمدية) وغير ذلك. كما ساهم في تأسيس وإدارة مهرجان سيدي عثمان للسينما المغربية بالدار البيضاء، الذي نظمت دورته العاشرة من 9 إلى 12 أكتوبر 2024، وسهر على تطويره من دورة لأخرى عبر وقوفه على كل التفاصيل.

ومعلوم أيضا أن هذا المهرجان قد تم من خلال برامجه المختلفة الإحتفاء بالكثير من رموز الإبداع السينمائي الوطني. كما فتح في وجه الشباب ورشات تكوينية في تقنيات السينما وشجع السينمائيين الشباب بجوائز تحفيزية عبر مسابقة مخصصة لأفلامهم القصيرة وأصدر، منذ سنة 2018، سلسلة كتب توثيقية (ستة أجزاء) للتعريف بالفاعلين في حقول السينما المغربية المختلفة من مخرجين وممثلين ونقاد وكتاب سيناريو وتقنيين وغيرهم.

إن أفضل تكريم للراحل هو تضافر الجهود من أجل ضمان استمرارية مهرجان سيدي عثمان للسينما المغربية بالدار البيضاء.

رحم الله الصديق عبد الحق المبشور وألهم زوجته وإبنه وشقيقه الأكبر وباقي أفراد أسرته الصبر الجميل.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

أحمد سيجلماسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى