مجتمع

الحلقة الثانية عشر 12 من ” شخصيات من الذاكرة” عبد اللطيف زروال شهيد الحركة التقدمية المغربية -جلال العناية

عرفت مدينة برشيد إنجاب العديد من الرجالات والرموز في شتى المجالات و الميادين ، من بينهم الثوري المناضل عبد اللطيف زروال ابن المناضل عبد القادر زروال ، الذي تم اغتياله خلال سنوات الجمر والرصاص بالمعتقل السري درب مولاي الشريف بالدار البيضاء.

عبد اللطيف زروال ابن المناضل و المقاوم عبد القادر زروال الذي كرس حياته للنضال وتربية الاجيال، ولد بمدينة برشيد في 15 ماي من سنة 1951.
بعد نيله لشهادة الباكلوريا في السابعة عشر من عمره، التحق بكلية الآداب بالرباط، حيث حصل على شهادة الإجازة في الفلسفة.
بعدها إلتحق بالمدرسة العليا لتكوين الأساتذة، حيث تم تعيينه كأستاذ لمادة الفلسفة بمدينة سطات.

عمّق عبد اللطيف زروال، معرفته بنصوص” ماركس ولينين وهيغل” ، إبان سنوات دراسته الجامعية، حيث ارتبط تنظيميا في البداية، بجماعة أنيس بلا فريج، ومناضلا في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ثم انتسب إلى قيادة منظمه “إلى الأمام” سنة 1970، ولم يتجاوز التاسعة عشر ربيعا.
ساهم عبد اللطيف زروال بشكل فعال وجذري، في إرساء اللبنات النظرية والبرنامج الإيديولوجي لهذه الحركة، التي جسدت ريادة النضال وزخمه، وما صاغته من ثوابت مرجعية تقدمية، بهدف فهم الواقع المغربي.

في بداية السبعينيات من القرن الماضي ، عندما شنت السلطات المغربية حملة على حركة إلى الأمام، إضطر عبد اللطيف إلى الاختباء مع أبراهام السرفاتي وقد كانا محميين من طرف الناشطة الحقوقية الفرنسية كريستين دور-السرفاتي.
في عام 1973 حُكم عليه بالإعدام غيابيا من قبل محكمة الدار البيضاء. وفي 5 نونبر من سنة 1974 (أي بعد سنة واحدة من الحكم عليه بالإعدام غيابيا) اختفى بعد خطفه بينما كان في طريقه إلى اجتماع.

وبعد أسبوع واحد من الواقعة، تم العثور على جسده جثة غير مسجلة في مستشفى بالعاصمة الإدارية للملكة المغربية بالرباط، وقد صرحت العديد من منظمات حقوق الإنسان أن الجثة تعود لعبد اللطيف زروال، إلا أن السلطات المغربية لم تؤكد هذا.

مرت نصف قرن عن مقتل الفاعل السياسي اليساري عبد اللطيف زروال تحت التعذيب، بالمعتقل السياسي سيّء الذكر “درب مولاي الشريف” بالدار البيضاء، وسط مطالبة كل القوى الحية في بلادنا من أجل معرفة الحقيقة الكاملة لاغتياله.

يبقى المناضل الثوري عبد اللطيف زروال ابن مدينة برشيد ، في نظر العديد من القوى الحية في بلادنا مناضلا ناضل من أجل الوطن ومن أجل بناء الدولة الديمقراطية ومجتمع الكرامة والحرية والمساواة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى