13-أفكار ضد تصحر الثقافة السياسية…محمد صحليوي

ج 2
كان حضورالياسين قوياَ في كل مراحل مسارنا، كان مؤمناَ بعدالة القضايا التي استرخص حياته من أجل سموها وطرح تعقيداتها.
كان الياسين مفكك تعقيدات ترددنا ومبلور وضوح الصورة لنا، والمساهم الفعال والفاتح لطريف المسار لتنظيم “الجرأةوالفعالية والإستقلالية”هي الثلاثية التي حرص الياسين على تذكيري بها وهو يحفزني على تحمل مسؤولية تقديم أرضية”على خط الإصلاح الديموقراطي” بفاس في محطة الإستفتاء الداخلي الوطني لمنظمة العمل الديموقراطي الشعبي 1992″.
الياسين الذي سيطرح بعد ذلك ثلاثية أخرى أواخر الألفية حين طرح ثلاثية من أجل
تنظيم”العلنية العقلنة والدمقرطة”. وهي الثلاثية التي عبرت عن المطلوب من بسار
انخرط فيه منذ اللحظة الأولى لهذا اليسار الرافض للتهميش والاستفراد بتحديد مصير الوطن والشعب،وقد كثف الياسين رؤيته وبفرادة للحراك الشعبي بالريف ، بتدقيق نظري فريد للمخاض المجتمعي الذي أنتجه الحراك ،حين قال:
“في أعماق مجتمعنا يُصنع مستقبل المغرب.
حراك الريف محرك قوي في هذا المصنع.
معتقلو الريف وعائلاتهم وقود مشع لهذا المحرك”.
بذلك،إختار الياسين خط النضال الشعبي من أجل أن يتبوأ الشعب السيادة في التدبير المطلق لشأنه، والحد من كل هيمنة على مدخرات الوطن.
وعلي القول، أن الياسين،يستحضر على الدوام تاريخ الوطن بكل بطولاته ورجاله، كانت حجةالمستندات لخدمة الحقيقة وتأكيد ما قالته الأحداث من دلالات.
وعلي الختم، بالقول أننا فقدت الياسين جسداَ، لكنه يستمر في وعيي النموذج لثلاثية:
النزاهة والإستقامة.