احتمال عودة ظاهرة “النّينيا” إلى المغرب: تأثيرات وتوقعات

الحنبلي عزيز -تنوير
تعود ظاهرة “النّينيا” إلى الواجهة في المغرب، وسط توقعات بأن تكون لها تأثيرات مناخية ملحوظة في الفترة القادمة. وأفادت بيانات مناخية دولية حديثة، نُشرت يوم الخميس 13 مارس 2025، باحتمال عودة ظاهرة “النينيا” إلى المغرب، حيث تنخفض حرارة سطح البحر، مما قد يمدد فترات الأمطار خلال الربيع، وفق مركز الترقب المناخي الأمريكي.
يعتبر العلماء هذه الظاهرة إحدى الحالات الجوية التي تحدث نتيجة لتغيرات في درجات حرارة المحيط الهادئ، وقد يكون لها تأثيرات بالغة على الطقس في مناطق متعددة من العالم، بما في ذلك المغرب.
فما هي ظاهرة “النّينيا”؟ “النّينيا” هي ظاهرة مناخية تحدث عندما تكون درجات حرارة مياه المحيط الهادئ أكثر برودة من المعتاد، وهو ما يؤدي إلى تغييرات في أنماط الطقس العالمية. تختلف هذه الظاهرة عن “الظاهرة المعاكسة” التي تعرف بظاهرة “النينو”، حيث تكون درجات حرارة المياه أكثر حرارة من المعتاد. تؤثر “النّينيا” بشكل خاص على مناطق المحيط الهادئ، لكنها تؤثر أيضًا على العديد من المناطق حول العالم، بما في ذلك شمال إفريقيا.
وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية -في بيان- إن احتمال العودة إلى ما يسمى الظروف “المحايدة” أي غير المرتبطة بظاهرتي “النينيو” “النينيا”، تبلغ 60 % حتى ماي المقبل وتصل إلى 70 % إلى يونيو.
بالنسبة لتأثيرات “النينو” على المغرب ، يشير الخبراء إلى أن عودة ظاهرة “النينو” قد تؤدي إلى مجموعة من التأثيرات المناخية، بما في ذلك:
يعتبر المغرب من الدول التي قد تتأثر بظاهرة “النينو”، حيث تشير الدراسات المناخية إلى أن عودتها قد تؤدي إلى تغيرات جوية ملموسة، تشمل:
- ارتفاع معدلات الأمطار: غالبًا ما تؤدي “النينو” إلى زيادة هطول الأمطار في مناطق معينة من المغرب، مما قد يساهم في تعزيز المخزون المائي، لكنه قد يؤدي أيضًا إلى فيضانات في بعض المناطق.
- تغير درجات الحرارة: قد تسهم الظاهرة في ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير معتاد، مما قد يزيد من الضغط على الموارد المائية والزراعية.
- اضطراب في المواسم الزراعية: التغيرات المناخية الناتجة عن “النينو” يمكن أن تؤثر على الإنتاج الزراعي، مما قد ينعكس على أسعار المواد الغذائية والأمن الغذائي في البلاد.
- عواصف ورياح قوية: قد تؤدي الظاهرة إلى اضطرابات جوية تشمل رياحًا قوية قد تؤثر على الملاحة البحرية والجوية.
التوقعات المستقبلية ، تشير الدراسات المناخية إلى أن المغرب قد يشهد تأثيرات ملحوظة نتيجة لعودة “النّينيا” هذا العام، خصوصًا في الأشهر القادمة. يترقب العلماء متابعة تطور هذه الظاهرة عن كثب لتحديد كيفية تأثيرها على أنماط الطقس المحلية.
في ظل هذه التوقعات، يعمل الخبراء في المغرب على دراسة العواقب المحتملة لهذه الظاهرة، ويحثون السلطات المحلية والهيئات المختصة على اتخاذ التدابير اللازمة للتعامل مع المخاطر المحتملة. يشمل ذلك تعزيز استعدادات القطاع الزراعي لمواجهة التغيرات المناخية، وتعزيز المخزون المائي لمجابهة احتمالات الجفاف.
رغم أن ظاهرة “النّينيا” تحمل في طياتها تحديات كبيرة للمغرب، إلا أن الوعي المبكر بهذه الظاهرة يمكن أن يساهم في تقليل تأثيراتها السلبية. من المهم أن يستمر التعاون بين العلماء والسلطات المحلية لضمان توفير تدابير فعّالة لحماية البيئة والمجتمع في المستقبل.