مجتمع

من هدم المنازل إلى السجون: الائتلاف المغربي يحذر من تدهور حقوق الإنسان في البلاد

الحنبلي عزيز -متابعة

بمناسبة إحياء شعوب العالم لليوم العالمي للمرأة، يسجل الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان، وهو يصدر هذا البيان، عدداً من الانتهاكات الخطيرة التي تهدد الوضع الحقوقي في بلادنا. هذه الانتهاكات تثير القلق وتستدعي منا تأكيد انخراطنا المستمر في الدفاع عن حقوق المرأة في شموليتها، وفقاً للعهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وخاصة الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، التي صادقت عليها الدولة المغربية. كما يحيي الائتلاف نضال المرأة المغربية المستمر من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين، بالإضافة إلى التضامن مع نضال النساء في جميع أنحاء العالم، وفي مقدمتهم المرأة الفلسطينية التي تقاوم الاحتلال الصهيوني بكل بسالة في غزة والضفة الغربية والقدس.

وفي ظل هذه الظروف، يلاحظ الائتلاف تزايد المخاطر التي تهدد الحقوق والحريات الأساسية، حيث أصبحت المكتسبات التي حققها الشعب المغربي على مدار عقود من النضال مهددة. وقد تجسد ذلك من خلال عدة انتهاكات صارخة تمس حقوق المواطنة، أبرزها استخدام القضاء لقمع أصوات المعارضة وتقييد حرية التعبير والتواصل الرقمي. فيما يلي، نستعرض بعض النماذج البارزة لهذه الانتهاكات:

  1. الحكم الاستئنافي في قضية سعيد آيت المهدي: في 3 مارس 2025، أصدرت محكمة الاستئناف بمراكش حكماً صادماً بحق الناشط سعيد آيت المهدي، رئيس التنسيقية الوطنية لمتضرري زلزال الحوز، حيث تم رفع العقوبة من ثلاثة أشهر سجناً إلى سنة حبسا نافذا، كما تم تحويل حكم البراءة بحق ثلاثة من رفاقه إلى إدانة بالحبس النافذ.

  2. الحكم ضد فؤاد عبد المومني: في حكم صادر عن المحكمة الابتدائية عين السبع في الدار البيضاء، تم الحكم على الناشط الحقوقي والسياسي فؤاد عبد المومني بالحبس النافذ لمدة ستة أشهر وغرامة مالية قدرها 2000 درهم، بسبب تدوينة على وسائل التواصل الاجتماعي تناولت العلاقات المغربية الفرنسية وموضوع استخدام برنامج بيجاسوس.

  3. اعتقال الطفلة ملاك الطاهري: تم اعتقال الطفلة ملاك الطاهري، البالغة من العمر 13 سنة، ووضعها في “مركز حماية الطفولة” قبل أن يتم إطلاق سراحها. هذا الاعتقال، الذي وصفه الكثيرون بالفضيحة، أثار استياء واسعاً خاصة مع اعتقال أفراد أسرتها.

  4. الحكم على يوسف بنصباحية: أيدت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء الحكم الابتدائي الذي قضى بسجن الناشط الحقوقي يوسف بنصباحية لمدة سنة موقوفة التنفيذ وغرامة قدرها 110000 درهم بسبب فضحه للفساد في إقليم بنسليمان.

  5. الاعتقالات في صفوف مناهضي التطبيع: تواصل السلطات المغربية استهداف مناهضي التطبيع مع الكيان الصهيوني، حيث تم اعتقال 13 من مناضلي الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، كما تم متابعة المدونين رضوان القسطيط ومحمد بوستاتي في حالة اعتقال.

  6. الاعتقالات في صفوف الصحفيين والنشطاء: يستمر الصحافي حميد المهداوي في مواجهة المتابعات القضائية، بما في ذلك محاكمة جديدة تطالب بتعويض مالي ضخم على خلفية مقال نقدي.

  7. الهدم غير القانوني للمساكن: تشهد مدن الرباط وسلا والدار البيضاء حملات هدم غير قانونية للمساكن، مما يعرض الأسر للطرد والتشرد في ظروف قاسية.

إن الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان، في ظل هذه الانتهاكات المتواترة، يعبر عن إدانته الشديدة لما وصفه بـ “التغول الأمني” الذي يهدف إلى تكميم أفواه المعارضين. ويؤكد على أن هذه الانتهاكات لن تزيد الوضع العام في البلاد إلا تأزماً، مطالباً السلطات المختصة بوقف عمليات الهدم التي تجري في عدة مدن، والعمل على ضمان احترام المساطر القانونية.

وفي ختام البيان، يدعو الائتلاف جميع القوى الديمقراطية المناضلة في مختلف المجالات إلى العمل المشترك، وبلورة برنامج نضالي موحد من أجل مواجهة التراجعات الحقوقية والاقتصادية التي تشهدها البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى