الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين تدق ناقوس الخطر بشأن مستقبل الصحافة في المغرب

الحنبلي عزيز -تنوير
تتابع الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين بقلق بالغ المستجدات التي تعيشها الساحة الإعلامية في المغرب، في ظل تصاعد حملات التشويه والتضليل التي تستهدف المهنة والمهنيين. وتؤكد الجمعية أن هذه الحملات لا تمثل سوى محاولات يائسة للالتفاف على الدور النبيل للصحافة والتشكيك في رسالتها الجوهرية تجاه المجتمع والدولة وتعزيز البناء الديمقراطي.
وفي هذا الإطار، شددت الجمعية على أنها تضع نصب أعينها الدفاع عن هواجس وتطلعات مئات الصحافيين المهنيين الذين يعملون وفق القوانين والتشريعات المنظمة للمجال. وأشارت إلى أن الوضع الراهن يتسم بخطورة بالغة، حيث أصبحت بعض الممارسات السلبية تسود المشهد الإعلامي، من قلبٍ للموازين إلى جعل الاستثناء قاعدة، وشرعنة الفوضى والتفاهة تحت مسميات بعيدة كل البعد عن الصحافة المهنية.
وأعربت الجمعية عن أسفها لاستمرار محاولات خلط الصحافة المهنية ذات القواعد الأخلاقية والقانونية الراسخة، بصناعة المحتوى التي تنتمي إلى إطار مغاير تمامًا، إذ تسعى بعض الجهات إلى شن حرب استنزاف ضد الصحافيين المهنيين بهدف إخضاعهم لأجندات غير معلنة. وأكدت أن هذه الجهات، التي تراهن على الفوضى والتضليل، فقدت السيطرة على مواقفها ووقعت في دوامة من الخطابات الشعبوية، فقط لأن هناك من نبهها إلى ضرورة احترام القوانين المنظمة للمهنة.
وأمام هذا الواقع، قدمت الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين مجموعة من التوصيات والمواقف الحازمة، أبرزها:
- تعزيز التأطير القانوني: تؤمن الجمعية بأن التشديد في القوانين ووضع تشريعات صارمة هو السبيل الأنجع للقضاء على الظواهر الدخيلة التي تستغل غياب الضبط القانوني، وتحول منصات التواصل الاجتماعي إلى فضاءات لنشر الفوضى وجمع الأرباح بطرق غير مشروعة.
- تعيد التشديد على الفرق بين المؤسسات الإعلامية وبين أشخاص بدون التزامات على الإطلاق(المؤسسات مطوقة بواجب المسؤولية والالتزام تجاه المجتمع، وتجاه نموذجها الاقتصادي المبني على الاستثمار والتشغيل والتكوين واحترام قواعد المهنة)
- مواجهة الحملات المسيئة: الحفاظ على هيبة الصحافة و دعت الجمعية السلطات المختصة إلى تحمل مسؤولياتها في وقف استغلال بعض المنصات الرقمية من قبل جهات خارجية تستهدف مؤسسات الدولة ورموزها.
- تثمين جميع الخطوات التي تقوم بها اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة.
- مواصلة العمل بكل شجاعة وجرأة ممكنتين،لمحاصرة الظواهر الدخيلة على المجتمع، ووضع حد للخلط والالتباس
- التصدي لانتحال صفة الصحافي: شددت الجمعية على أن انتحال صفة الصحافي يعد جريمة تستوجب العقاب، خاصة في ظل وجود قانون ينظم المهنة ويحدد شروط ممارستها.
- التنسيق مع القوى المجتمعية: دعت الجمعية مختلف المؤسسات وهيئات المجتمع إلى التعاون المشترك من أجل حماية حق المواطنين في الحصول على إعلام مهني ومستقل.
وفي الختام، أكدت الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين التزامها بسلك جميع المساطر القانونية للدفاع عن الصحافة والصحافيين المهنيين، والتصدي لكل ما يهدد مصداقية المهنة ودورها الحيوي في المجتمع. كما شددت على ضرورة رفع درجة اليقظة لمواجهة المد التدميري القادم عبر منصات تحتاج إلى مزيد من التنظيم والتأطير، حفاظًا على قيم الصحافة المهنية واحترامًا لحق المواطنين في الوصول إلى المعلومة الحقيقية.