اقتصاد

“كروفيت”زمان (الجراد)يعود للمغرب ،هل سيجد قوته ومكانه وسط جراد الأزمات من البشر؟

تنوير /مراكش/محمد جرو:

تمثل الجراد وغيره في الذاكرة الشعبية المغربية ،والمشترك الإنساني الصحراوي بالتحديد ،بالنسبة لهذا المخلوق،والذباب وحيوانات أخرى ،يوحي “بالعام”الزين..

بالطنطان وتافلالت ،وهما منطقتين تربطني بهما روابط الولادة(تافلالت)والتربية والنشىء(الطنطان) ،ولنوسطالجيا ذلك في علاقة مع الطفولة وحين أصبحت يافعا ،شكل الجراد بأنواعه ،تمثلات مازلت أذكر كيف أن الوالدة ،اطال الله في عمرها ،وكسائر الأمهات ،خاصة بالطنطان كانت تصر وترسلني لضواحي لݣرارة لجلب “خنشة”من “كروفيت”زمان ،الجراد …كم كان شهيا وله طعم خاص جدا ..

مغرب زمان في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر مرت عليه ازمات طبيعية ومناخية فعسر العيش على الساكنة وضنكت الحياة وانتشرت الاوبئة والمجاعات واصبح كل شيء يستباح من اجل الحياة والعيش .

الحقول لا تنتج ومن يفلحها عراه الزمن واصبح العيش مما تجود به الصحراء من ضباب وذئاب وثعالب ولم يسلم لا الطير ولا الجراء من الصيد ليكون وجبة دسمة في ايام هجرته الجماعية الوافدة من الصحراء جنوباً حيث يتماس المجال مع مناطق حارة وجافة شكلت مواطن طبيعية له، ولم تسلم منه حتى الجزيرة الخضراء الاندلس.

وذاكرة المغاربة تصنف الجراد ضمن أخطر آفات الطبيعة، وغزوه كاسح سريع ومفاجئ وياتي على الاخضر واليابس و يتميز بقدرته على خزن بيضه استعداداً لاجتياحات موسمية حيث يبحث عن تربة مناسبة لإنزال بيضه، ومع كل اعتدال في الحرارة تتم عملية التفقيس ليظهر على شكل ذباب قبل انتقاله إلى وجهات أخرى .

وقد اتسعت هجرات ” الجراد” بالمغرب عبر موجات حلقية منذ النصف الأول من القرن الثالث عشر الميلادي وكلما اشتد الجفاف وشحت المياه يستعيد الجراد رحلاته الجماعية ويهاجم فيها كل شيء ولا يسلم منه حتى الانسان.

عندما يسافر الجراد بحثا عن موطن أمن يصادف عبر الزمان شعوبا اشد جوعا منه تقتنصه ليصبح وليمة دسمة بعد ان ييبس ويباع في الاسواق ويقدمة الناس طعاما على شكل وجبات لسد ‘ قرصات’ الجوع .

وبالجنوب الشرقي المغربي الكثير من القبائل كانت أكلة للجراد زمن الجوع وغير الجوع،كما الجنوب الغربي ،بالنسبة لكثير من الرحل والسكان، فإلى حدود الثمانيات كانت العادة مألوفة ولا عيب فبها حيث يؤكل يابسا وهو غني بالبروتينات قبل ان يسمم بالمواد الكيماوية لاحقا والتي ترشها الطائرات من اجل ايقاف الزحف.

في العصر الحاضر يتأفف الناس من اكله ويقبلون على اكل “البيبوش” ودون شروط صحية ،و بلهفة مفرطة والجراد أكله حلال بمرجعية السنة النبوية الشريفة حيث أشار الرسول الكريم إلى إباحة اكل الجراد فى حديثه الشريف : ‘أحل لكم ميتتان السمك و الجراد و أحل لكم دماء الكبد والطحال’.

الجراد الطبيعي قلت حركته للتطور العلمي وكان يهاجم ويهاجَم لانه صالح للاكل بمرجعية دينية وهو ارحم وللاسف حيث حل محله صنف من البشر هو جراد يأتي ايضا على الاخضر واليابس ولا يعرف الرحمة باسم حرية الاسعار.. الفقراء والطبقة الوسطى في الأسواق تشكي وتشتكي من الغلاء والكل يعلق موجة الغلاء على الاخر مرة الوسطاء ومرة أرباب الإنتاج ومرة وسائل النقل …

مراقبة الاسعار مستمرة بالاسواق لكن المشكل اكبر من ذلك والحكومة تعرف اين الداء لكن الوصفة لمعالجته معقدة لانها ستمس بمصالح جراد سماسرة البلاد والعباد وتجار الازمات.

فلسان حال المواطنين الآن ،مع بروز بعض من الجراد بسماء طاطا والرشيدية وغيرهما ،يقول “اللهم جراد مولانا ..ولا جراد بشر هذا الوقت”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى