مجتمع

الحلقة الثالثة والعشرون 23 من “شخصيات من الذاكرة” حمو صاديل أيقونة يوسفية برشيد – جلال العناية

الحلقة 23 من حلقات من “شخصيات من الذاكرة” نقف اليوم أمام شخصية رياضية، ظلت وفية لفريقه الام يوسفية برشيد بداية كلاعب ثم مدرب ،جمع بين الأدب والأخلاق. فكان وراء اكتشاف مجموعة من النجوم الذين حملوا قميص فريق يوسفية برشيد و أندية أخرى خلال الثمانينيات من القرن الماضي.

على مر التاريخ, نجح فريق يوسفية برشيد في إبراز مجموعة من الأسماء والنجوم الذين بصموا على تاريخ مشرق في كرة القدم المغربية، منهم من إلتحق بفريق الجيش الملكي الذي استطاع خلال بداية تأسيسه استقطاَب عدة نجوم كبار من الفريق الحريزي أمثال العميد إدريس باموس و محمد العماري وغيرهم، لكن هناك نجوما فضلوا أن يظلوا أوفياء لقميص يوسفية برشيد ، من بينهم المرحوم المدافع الصلب حمو صاديل.

يعتبر المرحوم حمو صاديل واحدا من العناصر التي كبرت وترعرعت داخل أحضان فريق يوسفية برشيد ، إذ استطاع اللعب لقرابة 14 سنة مع فريقه الأم (من 1963 إلى 1977)، قبل أن يلج مجال التأطير والتكوين بعد اعتزاله .

كانت بداية حمو صاديل كغيره من اللاعبين الشباب، حيث تألق مع أقرانه في أحياء مدينة برشيد ، مما لفت أنظار مسؤولي يوسفية برشيد، فعرض عليه الرئيس وقتها الفقيد خليفة اللعب مع يوسفية برشيد ، وأقنعه بالتوقيع للفريق، وتحديدا سنة 1963 عندما كان يلعب الفريق بالقسم الثالث.
في بداية مشواره شغل الراحل منصب الظهير الأيسر، لكنه سرعان ما أصبح يشغل مدافعا أوسط، وهو المركز الذي تألق فيه الى غاية اعتزاله.

تألق حمو صاديل مع فريقه الأم لسنوات، قاد فريقه للصعود إلى القسم الثاني، بل أكثر من ذلك فاز معه بلقب البطولة الوطنية الثالثة بعد الفوز على شباب أطلس خنيفرة في واحدة من المباريات التي ظلت عالقة بذهن حمو، حيث سبق أن صرح بهذا الخصوص : “فزنا عليهم بهدفين لواحد، وأحرزنا بذلك بطولة المغرب
و اختير دفاع يوسفية برشيد أقوى دفاع آنذاك، لأنه لم تدخل مرماه سوى ثلاثة أهداف ببطولة القسم الوطني الثالث، بالإضافة إلى أننا وصلنا إلى ربع نهائي كأس العرش، و واجهنا في هذا الدور المغرب الفاسي، الذي كان في أوج عطائه، وكان يضم عددا كبيرا من اللاعبين الدوليين”، يضيف حمو صاديل.

ساهم العديد من المدربين في تألق وتوهج الراحل حمو صاديل منهم الفرنسيان دول والبير، بالإضافة إلى المدربين المغاربة كحجي ومجيد والحاج عبدالقادر وبكار.

كما أنه كان يستحضر دوما قائمة طويلة من الوجوه التي جاورته، وتذوق معها طعم التألقات، منهم عزمي وحسن و منتصر، عبد الله العماري، وادريس التايك، و جمال الدين خليفة، وجعيويق، و حسني، و بوعزة إيماني، و عبدالسلام بن الطيبــي، وأحمد ا دار، و عمر شيشا، و بن اشو، ومحمد باموس، و قبلي، و حجو، و بحار، ومصطفى السطاتي، وشراط، وصبار، وحسن بلمحفوظ، و السماعلي الحطاب، و بوعزة النجار واللائحة طويلة.

في سنة 1977 ودع المرحوم حمو الملاعب، ليتفرغ لمجال التكوين، حيث نجح في تكوين فريق جديد يحمل اسم”الجمعية الرياضية لبرشيد”، وتحمل مسؤولية التدريب، كما ساهم في تسيير الفريق برفقة عدد من أصدقائه، غير أن هذه التجربة لم تعمر سوى أربع سنوات، بعدها اندمجت الجمعية مع يوسفية برشيد.

على مدى سنوات، تخرجت مجموعة من الأسماء على يد حمو، بعضها تدرج بين مختلف فئات اليوسفية إلى أن اعتزل اللعب، وآخرون بحثوا عن مستقبل أكثر إشراقا من خلال الانتقال لمجاورة بعض الفرق، منها نهضة سطات، والجيش الملكي.

في سنة 2020، توفي حمو صاديل، فتركت وفاته حزنا في صفوف كل أصدقائه وكل مان جاوره في عالم المستديرة .

جلال العناية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى