الحلقة السادسة والعشرون 26 من “شخصيات في الذاكرة” :البروفيسور طارق فكري من رواد الطب بالمغرب-جلال العناية

الحلقة 26 من حلقات من ” شخصيات من الذاكرة “، سنسلط الضوء على واحد من رواد الطب بالمغرب الذي كرس جل حياته خدمة لتطوير مجال تقنية زراعة الأعضاء المبثورة .
البروفيسور طارق فكري تابع دراسته الابتدائية بداية من السبعينيات من القرن الماضي بمدرسة إدريس الحريزي ، ثم بثانوية ابن رشد حيث تلقى تعليمه الاعدادي والثانوي ، بعد ذلك إلتحق بكلية الطب والصيدلة بمدينة الدار البيضاء حيث درس التخصص في جراحة العظام والمفاصل، وهناك أصبح استاذا مساعدا في جراحة العظام والمفاصل بالمستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء ثم انتقل الى مراكش حيث كان واحدا من مؤسسي كلية الطب، إذ كان أول درس بكلية الطب من إلقائه.
بعد ذلك تم تعيينه رئيسا لقسم جراحة العظام والمفاصل بجامعة محمد السادس بمراكش، حيث قام بتنظيم وتطوير مركز وجراحة العظام بمستشفى ابن طفيل فأصبح في عهده مركزا رفيع المستوى يعمل على توفير رعاية سريعة وفعالة بمساعدة فرق متعدد التخصصات وذو كفاءة عالية ثم عين بعد ذلك مديرا لهذا المستشفى.
يعتبر البروفيسور طارق فكري من جراحي العظام الذين ساهموا في إدخال تقنية زرع الأعضاء المبثورة إلى المغرب، حيث قام بعشرات من العمليات من أجل إعادة زراعة الأعضاء المبثورة وهي عمليات تتسم بالدقة و التعقيد وتتطلب ساعات طويلة تفوق 10 ساعات، إضافة إلى لحم أصابع اليدين المبثورة أغلبهم لحرفيين يشتغلون في مجالات النجارة والحداد والجزارة…
كرّس الراحل حياته لخدمة الطب والإنسانية، وكان له دورا رياديا في تطوير مجال زراعة الأعضاء المبثورة ، و مساهماً في إنقاذ حياة العديد من المرضى وتكوين أجيال من الأطباء الى أن وافاه الأجل المحتوم سنة 2016 بباريس , حيث عبر العديد من زملائه وطلبته وأصدقائه عن حزنهم لحظة وفاته ، مشيدين بإنجازاته وأخلاقه الرفيعة.