29- أفكار ضد تصحر الثقافة السياسية..صلحيوي محمد

#من سؤال ما العمل؟ إلى سؤال كيف العمل ؟
#ومن جيل الإنتفاض، إلى، جيل الخراك٠
وتعود برلمانية الحزب الإشتراكي ألموحد،الدكتورة نبيلة منيب في فقرة أخرى،من مداخلتها في المهرجان، لتكثيف مرامي المبادرة قائلة:
“” يجب أن يشكّل لحظة حوار للقوى الديمقراطية و اليساريةو المدنية لتحديد موقعنا في الفضاءات:
الوطنية والمغاربية و العربية الشرق أوسطية و الإفريقية و الأوروبية و الدولية..
مع تحديد المضمون التجديدي لثقافتنا السياسية الوطنية الحداثية
و ما هي المضامين التي تعبّر عنها و تحملها و تحيل عليها مقولة الوطنية المتجددة؟
و نطرح الحوار لتبادل الرأي في مواضيع أساسية على رأسها:
أي تعاقد جديد بين الدولة و المجتمع؟
أي سبل لتجديد الوطنية المغربية؟
أي مسار لتمنيع الوطن و ترابه؟””.
بهذة اللغة الواضحة، والهدف الإوضح،يكون الحزب الإشتراكي ألموحد مبادراَ لتقديم رؤية شعبية بديلة للوحدة الإندماجية العددية،المتضحرة فكرياَ وميدانياَ.
وهنا يحضر المفكر القطب عبد السلام المودن الذي يقول في مقدمة نظرية الديموقراطية :
<لايمكن تغيير المجتمع بدون فهم المجتمع ، ولايمكن فهم المجتمع بدون الانتقال بالفكر ، من دائرة الفكر السطحي الانطباعي الى دائرة الفكر النظري العملي . ان الفكر السطحي يبقى دائما فكرا سطحيا ، مهما حاول صاحبه استعمال ترسانة كاملة من المفاهيم الابستمولوجية الحديثة ، تماما كما ان المناضل السطحي هو مناضل سطحي ، مهما حاول الظهور بمظهر الثوري الراديكالي . ان الخط الفاصل بين الفكر السطحي ، الذي يبقى سجينا للشكل الظاهري كما يعكسه الدماغ البشري في صورته المباشرة ، وبين الفكر العلمي النظري الذي يتجاوز السطح نحو الصيرورة الجوهرية المتحركة ، يكمن في القدرة النظرية على تحديد الاشكالية السياسية المركزية ، المطروحة موضوعيا على المجتمع في ظرف معين وزمان معين بعبارة ، يجب الاجابة عن الاشكالية التالية : ماذا يريد المجتمع المغربي بالضبط ، في هذه المرحلة المحددة من تاريخه الراهن ؟ .
ان الشعوب الملتصقة بارض الواقع ، لانها لاتهوى طرح الاشكاليات المجردة ، فهي لذلك لا تستطيع ان تطرح على نفسها سوى الاشكالية التي تقدر على حلها . فماهي اذن اشكالية الشعب المغربي في الظرف الراهن؟ >.
أشرت سابقاَ،إلى أن منصة مهرجان تخليد السنوية الأولى لرحيل الرمز محمد بنسعيد أيت إيدر ،والإعلان عن مبادرة الحوار الوطني مغربي-مغربي،هي،سليلة آنتفاضة 1965,والحركة السياسية التي انبثقت من درسها؛ فمن قيادات (عبد اللطيف اليوسفي واحمد السباعي بلقاس أفنكار وعبد الله أعگاو ونجيب صابر الذي أدار أشغال المهرجان) التي قدمت إضاءات ودروس حياة الرمز محمد بنسعيد أيت إيدر النضالية،كانوا على مستوى النسق الفكري، على مسافة بعيدةعن الفقيد عبد السلام المودن وفكره؛ وفقرته اعلاه،وجوهره تكاملهم مع المداخلة الآفتتاحية للرفيق الأمين العام للحزب جمال العسري مداخلة برلمانية الحزب الإشتراكي ألموحد الرفيقة نبيلة منيب،كانت بماهية الحزب الإشتراكي ألموحد بنسقية الحزب وهو يقدم للطيف السياسي والنقابي والجمعوي والمدني والحقوقية مبادرة وندائه للحوار الوطني.
ومن المؤكد أن النخب االشابة(شبان وشابات)، للحزب الإشتراكي ألموحد ،ونخب كل القوى المناضلة تعيش قلقاَ فكرياَ، لأنهم أمام معادلة :
من سؤال ما العمل؟ إلى سؤال كيف العمل ؟
ومن جيل الإنتفاض، إلى، جيل الخراك؟.
فهناك بوادر طرح هذا النقاش،وفي صميمه مسائل”التخصيب” الفكري لتجديد ثقافتنا السياسية ،إلى جانب مسألة للإنشقاقات ومسألة المفهوم المكبل للإجتهاد الفكري المتمثل في تقديم” القيادة الجماعية”سيلة لتجَميد خطوات الإجتهاد.لذلك تتضبب الصورة لحظة الوحدة العددية، ضبابية، تعتبر كل الأطراف جزء من الآنشقاق،والحال أن الحركة الإجتماعية هي المحددة لمضمون التوحيد٠
والأمل ان تتقوى هذه الأصوات القيادية وسط النخب الشابة،والحرية الفكرية من صميم مهام الحوار الوطني مغربي-مغربي الذي قدمت منصة المهرجان مراميه، كما قالت الدكتورة نبيلة منيب….