أخبار وطنية

الصحراء الغربية المغربية بين “نظرية الحرب “للجبهةواستشراف مستقبل الأمن والسلام العالميين..

محمد جرو/الطنطان/تنوير:
بعد عقد مجلس الأمن الدولي لدورة مغلقة حول ملف الصحراء الغربية المغربية ،أمس الإثنين 14أبريل الجاري تحت رآسة فرنسية ،تميزت بإحاطتين أساسيتين في جدول أعماله ،تتعلق بتقرير مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للمنطقة ستيفان ،ديميستورا و الإحاطة المهمة لرئيس بعثة المنورسو الكساندر إفانكو ،تمت الدعوة خلال ثلاثة أشهر”لاستغلال الزخم الدولي لمحاولة طي الملف” مع نهاية السنة على قاعدة القرار رقم 2756 الخاص بتمديد مهمة المنورسو إلى غاية 31 أكتوبر 2025..
إفادة رئيس هذه البعثة الأممية مينورسو ،الكساندر إفانكو سجلت نقطة لصالح المغرب ،بالنظر لماأسمته “نظرية الحرب”التي تسلكها جبهة البوليساريو خاصة في المنطقة العازلة ،والتي بحسب ذات الإحاطة ،”تفتقر للقدرة العسكرية “وزادت الإحاطة إلتزام المغرب بقرار وقف إطلاق النار الذي يعود لسنة 1991 ،وهي من المهام الرئيسية لهذه البعثة ،التي تعالت أصوات من داخل الولايات المتحدة الأمريكية بعودة الرئيس دونالد ترامب للسلطة ،واصدار حزمة قرارات حول الحد من تمويلات برامج أممية منها المتعلقة بالمساعدات المسماة USAID ،وأيضا الملايين من الدولارات على المينورسو ومنذ34 سنة دون أن تؤدي لنتائج تذكر بحسب نواب بالكونگريس الأمريكي ..
المغرب بحسب إفادة وإحاطة إيفينكو ،ومن خلال الجيش الملكي ،”كان ومازال متعاونا مع هذه البعثة “بل ومن أوجه التعاون ،البدء بإنجاز طريق معبدة بين السمارة وأمگالا ،ولجأ لهدنة خلال شهر رمضان لم تحترمها جبهة البوليساريو ،عبر إيفينكو عن “قلقه”بعدم احترام ميليشياتها لكل الإتفاقيات وحدت من تحركات قوات حفظ السلام بالمنطقة من خلال طلعات استطلاعية بالطائرات المروحية ،بل تعرضت لاستفزازات وهجومات ،لعل أبرزها الهجوم على السمارة والخطير هو قذف منطقة المحبس بإقليم آسا الزاگ بقذائف خلال الاحتفالات بالذكرى 49 للمسيرة ..
من بين خلاصات واستنتاجات حول الملف،استنادا إلى وقائع ومتابعة ،وعلى قاعدة مختلف التقارير
فإن التقارب الدبلوماسي الأمريكي المغربي، الذي تعزز بعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يخلق ديناميكية غير مسبوقة،وكما صرح وزير الخارجية ماركو روبيو، فإن “الولايات المتحدة سوف تسهل التقدم نحو هذا الهدف”، مؤكدا التزام واشنطن الاستباقي بالسعي إلى التوصل إلى حل نهائي يقوم على الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
ومن المرجح أن يؤدي إعادة تعيين ستيفان دي ميستورا، بتفويض جديد، إلى فتح فصل جديد في تاريخ هذا الصراع، مع مسار يتجه الآن بوضوح نحو تعزيز السيادة المغربية على المستوى الدولي، مصحوبة بضمانات الحكم الذاتي للمنطقة..
بالنسبة لمتابعة ملف القضية، من طرف أعضاء مجلس الأمن (15عضوا)فأن بعض أعضائه (فرنسا وإسبانيا) يكثفون دعمهم لخطة الحكم الذاتي، في حين يحتفظ آخرون (ألمانيا والسويد) بموقف أكثر تحفظا..فيما روسيا والصين، اللتين تلتزمان تقليديا بمبدأ عدم التدخل، قد تحافظان على موقفهما بالامتناع عن التصويت مما يسمح بحكم الأمر الواقع بهذا التطور في تفويض الأمم المتحدة من دون تقديم دعمهما الصريح،وقد يفتح الملف على معطيات جديدة تشكل نقطة تحول حتى لدى روسيا والصين ،بحكم مصالح مشتركة لديها بالمنطقة ،وبما في ذلك عملاق الاقتصاد الأوروبي ،المانيا والعيون على ثروات الصحراء الظاهرة (جبل تروبيكال ضواحي الداخلة ) وأخرى “خفية”تزخر بها شواطىء وطبيعة المنطقة ،تمتلك اسبانيا من خلال أرشيفها الاستعماري جزء من حقائق تواجدها …

والأمر يتطلب إعمال مبادىء القانون الدولي والعمل على احترام قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الذي من مهامه الجوهرية وعبر بؤر العالم ،يتحمل مجلس الأمن المسؤولية الرئيسية عن صون السلم والأمن الدوليين. ولدى مجلس الأمن 15 عضوا، وكل عضو لديه صوت واحد. بموجب ميثاق الأمم المتحدة، تلتزم جميع الدول الأعضاء بالامتثال لقرارات المجلس.

إذ يأخذ مجلس الأمن زمام المبادرة في تحديد وجود تهديد للسلام أو عمل عدواني. ويدعو أطراف النزاع إلى تسوية النزاع بالوسائل السلمية ويوصي بطرق التكيف أو شروط التسوية. وفي بعض الحالات، يمكن لمجلس الأمن أن يلجأ إلى فرض جزاءات أو حتى السماح باستخدام القوة للحفاظ على السلم والأمن الدوليين أو استعادتهما.

واستشرافا المستقبل في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة في منطقة الساحل والصحراء، والتهديدات الإرهابية المتزايدة وعدم الاستقرار المتعلق بالهجرة، يبدو أن المجتمع الدولي أصبح الآن يعطي الأولوية “للبراغماتية” والاستقرار الإقليمي، على حساب المواقف المبدئية التي سادت منذ فترة طويلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى