في الحاجة العاجلة لايقاف مهاجمة هيئة التدريس،فشل المقاربات التربوية في معالجة العنف داخل المؤسسات التعليمية..

محمد جرو/مراكش/تنوير:
اليوم الاربعاء 16 ابريل توقفت الأطر التعليمية عن العمل بمختلف شرائحها تنديدا بهذا السلوك، وهي رسالة للاباء والامهات والمجتمع والسلطة ورجال القانون من اجل التدخل كل من موقعه من اجل الاصلاح لان الاستقرار نعمة للجميع والسلم والسلام هو المطلب المنشود ولا استقرار تربوي في هذه الايام الا بالزجر والا بتدخل الامن من اجل اعادة الهيبة للمؤسسات التعليمية.
لماذا لاتطبق بعض القوانين الزجرية ،بدل تلك “المحاباة”تحت عنوان بعيد لم يجدي نفعا،وتسمى “تربوية”؟النموذج لهذا الفيديو المصاحب ،رب قائل بأنه بفرنسا ،والحالة هاته ننزل ونطبق قوانين دولية ،مادام المغرب دبج دستور 2011 بسمو المواثيق والقوانين الدولية ،على الوطنية بما فيها اسماها وهو الدستور ،فالوضع أصبح ملحا للتفكير في تغيير منظومة المقاربات التي أثبتت فشلها ،والخطير هو تعاليق بعض من التلاميذ على وفاة الراحلة هاجر والراحل من اليوسفية ،مما يضعنا أمام مسؤولياتنا قبل أن ينفلت وينفجر الوضع أكثر من مايجري الآن ،ولان ظاهرة العنف نمت واستشرت ،بل وحتى بمنطق “الإقليمية”التي نتبجح بها ،ماوقع بمدينة أرفود بالجنوب الشرقي ،كسر صورة هذه الجهة(درعة تافيلالت)الموسومة ب”المحافظة”و”المحتشمة”في تمثل المشترك الشعبي المغربي ،وهي مناسبة للتأكيد على أن ظاهرة العنف الملتصقة بالارهاب لا وطن ولامنطقة ولا جهة لها،رب قائل أن الحادث “معزول”لا وألف لا هوة الأزمة تتسع ،كما اتساع العلاقة بين الأستاذ والتلميذ ،والامر اكبر اذا ما حلل من طرف مختصين ،العنف المجتمعي وعلى مستوى الدولة ،بكل أشكاله ،الاقتصادية والاجتماعية والنفسية ،والممارس على كل الفآت خاصة الهشة ،ومنها النساء والأطفال ينذر لاقدر الله بمزيد من ألوان وأشكال بشعة لهذا العنف ،ومانشاهده يوميا من “شواقر”و”جناوة”بأحيائنا ومدننا يجعلنا نضرب ألف حساب قبل الخروج من المنزل ،وهو قمة الإرهاب ،ولم يستثني “بوليسي”ولا “دركي”وهذا عنوان “لعصيان”مدني بدأت بوادره ،فما بالك باستاذ وبمؤسسته ،بل وداخل حجرة التدريس ….
هناك من ينادي بإعادة “شرطة القرب”المعروفة لدى المجتمع ب”كرواتيا”وهو حل من حلول جوهرية وعميقة ،أولها طرح القضية بالبرلمان بغرفتيه،حتى وإن تسرب الشك وعدم الثقة من كل شيء ،بالنظر لعدم نجاعة تدخلات أطراف عدة ،سواء من داخل المؤسسة التشريعية أو من خارجها ،ونحن من يدعي عالميا “باستتباب الأمن “ومقبلون على استقبال أمواج بشرية بمناسبة تظاهرة كأس إفريقيا نهاية هذه السنة ،التي لبست حلة قاتمة بوفاة مجموعة من الضحايا ،كان لهيئة التدريس نصيب منها …
الآباء والأسر عجزت عن مصاحبة ابنائهم ،وزادت وسائل التواصل الاجتماعي في إذكاء الظاهرة، وكثرت العنواين المستهلكة بين المهتمين من قبيل: النقابات تدين، والأطر في وقفات، والمتعلمون يزدادون هيجانا ،ولا تسمع الا ما يفتق السمع : تلميذ يرسل أستاذا للمستعجلات ،إعتداء على استاذة .تلميذ يعنف مديرا .تلميذ يكسر أنف أستاذه …
الوضع مقلق ولا راحة بال للمدرس، ونفسيته منكسرة ومنهزمة ومهزومة وتهديدات متتابعة ومتواصلة ،ورابطة التعلُّق بالدراسة توترت، الرقيب التربوي لم يعد صالحا، وعنف المدرسة هو انعكاس لعنف موجود في المجتمع ككل، وهي ليست معزولة عن هذا الواقع حيث صارت العلاقة بين الأستاذ والتلميذ مفككة، فالأستاذ يعاني اليوم من مختلف أشكال العنف، الجسدي واللفظي والرمزي ،والامر ليس معمما بالقطع ، بل هناك فئات عريضة من المتعلمين والمتعلمات بأخلاق عالية وفي احترام تام لواجبهم وأطرهم، لكن طينة معينة تفسد الكل.
من بين مقترحات ل”تخفيف”الاحتقان داخل المؤسسات التعليمية ،على الأقل من الناحية النفسية ،وطبعا كل ذلك يجب أن يكون بإرادة سياسية حقيقية وتنسيقات لكل المتدخلين ،نموذج من التحام تلميذات و تلاميذ مع استاذهم السابق بالطنطان ،السيد براهيم جانا الذي أنشأ مجموعة تواصلية من خلال وسيطة الواتساپ،والأكيد أن هناك مثيلاتها ،ومجموعات فايسبوكية وغيرهما لقدماء تلميذات و تلاميذ عبر أنحاء المغرب ،والعمل على تشبيكها في إطار إنساني -تربوي -أخلاقي ،ومحاولة إعادة غرس قيم الإحترام والتقدير بين طرفي المنظومة أو أطرافها بإضافة فدراليات وجمعيات أمهات وآباء التلاميذ ،وعلى الإعلام أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والقانوينة ،بالإنصهار في هذه الحملة ،بايقاف نشر وتصوير التفاهات ،بتغيير ذلك ومواكبة المجتمع تحولات المجتمع بالشكل الايجابي ،مترجما الرسالة الإعلامية في نبلها ومراجعة شبكة البرامج التي لا تزيد إلا مقتا وابتعادا من شاشاتنا ،وآخر ذلك ما بث خلال شهر رمضان ،وهو عنف واضح تجاهنا جميعا ،كان على الرقابة (الهاكا)أن تنتبه لذلك وتتدخل ،فهي النائبة العامة عن المشاهد ،دون شكاوى يجب أن تتدخل من تلقاء نفسها ،حفاظا على أسرها أولا وعلى قدسية المشترك بيننا كمغاربة ،وهو الإحترام الذي تعرى ..