فاطمة أكلاز تفتح جراح الصحراء في الفقيه بن صالح بفيلمها الوثائقي المؤثر “اللغم الأخير”

الحنبلي عزيز -متابعة
في إطار الشراكة بين الجامعة الوطنية للأندية السينمائية وجمعية النون والفنون بالفقيه بن صالح، وبتنسيق مع المديرية الجهوية لوزارة الشباب والثقافة – قطاع الثقافة، وبدعم من الجماعة الحضرية للمدينة، نظمت جمعية النون والفنون أمسية سينمائية استثنائية، حضرتها نخبة من عشاق الفن السابع، من بينهم أعضاء الجمعية، وعدد من الفاعلين الثقافيين والتربويين، بالإضافة إلى جمهور واسع متعطش للصورة والسينما.
وقد كان الحدث مناسبة لعرض الفيلم الوثائقي “اللغم الأخير” للمخرجة فاطمة أكلاز، وسط أجواء مفعمة بالاهتمام والتقدير. ورغم الطابع التوثيقي للفيلم، استطاع أن يلامس وجدان الحضور، الذين تفاعلوا بشكل لافت مع الشخصيات الحقيقية التي عكست مآسي العيش مع الإعاقات الجسدية التي تسببت فيها الألغام بالصحراء المغربية. التلقائية والصدق في الحكي أضفيا على الفيلم طابعًا إنسانيًا قويًا، مما جعل العديد من المشاهدين يعبرون عن تعاطفهم الكبير مع الضحايا.
وقد حرص عبد الجليل أبو عنان، رئيس جمعية النون والفنون ومخرج سينمائي، الذي أدار الأمسية، على التشديد في كلمته الافتتاحية على أهمية مواكبة الفيلم بنقاش مفتوح ومسؤول، داعيًا الحاضرين إلى الانخراط في تحليل مضامين العمل ومساءلته. وقد استجاب الجمهور لهذا النداء، حيث ظل ملتزمًا بالبقاء إلى غاية نهاية النقاش.
واستُهلت جلسة النقاش بورقة نقدية أعدها وقدّمها الكاتب والدراماتورج محسن زروال، المدير الفني لمركز النون والفنون. تميزت مداخلته بتقديم شامل لمسار المخرجة فاطمة أكلاز، واستعراض المحاور الدرامية التي اشتغل عليها الفيلم، مركزًا على البعد الإنساني كأحد أبرز عناصر القوة في العمل. كما أشاد الناقد بحرفية المخرجة في بناء السرد الفيلمي وتحكمها في الإمساك بالخيوط الإنسانية الدقيقة لموضوع بالغ الحساسية كقضية الألغام.
ولم يقتصر النقاش على المداخلة التقديمية، بل توالت تدخلات الحاضرين الذين عبّروا عن إعجابهم بالفيلم وطرحوا مجموعة من الأسئلة العميقة والمباشرة حول رؤية المخرجة وتقنياتها المعتمدة، في حوار أغنى الأمسية وزادها عمقًا.
وقد اختتم اللقاء بتعبير المنظمين والجمهور عن رغبتهم في تكرار هذه المبادرات، مع وعد بتجديد الموعد قريبًا لمناقشة فيلم مغربي آخر، تأكيدًا على أهمية خلق فضاءات للنقاش السينمائي الجاد والمثمر بمدينة الفقيه بن صالح.