ثقافة و فن

المشاركة العربية الأفريقية بدورة كان السينمائي لسنة 2025.

ثلاث عبد العزيز

شكل ” المهرجان الدولي للسينما بمدينة كان ” الفرنسي احدى اهم الواجهات السينمائية التي تتنافس الدول لتحقيق مشاركة ضمن احدى فقراته ، الامر الذي يؤشر على اهمية العناية التي تقوم بها الدول اتجاه قطاع السينما ليس فقط عبر صناديق الدعم السينمائي المخصص للسينما الوطنية ولكن كذلك مقياسا لحرية التعبير..

الا انه مع توالي السنوات في تاريخ هذه المنصة السينمائية حصل تزحزح في بوصلته من الاهتمام في المقام الاول بالإبداع السينمائي الى حواجز سياسية وضغوطات الاقليات تحت يافطة مشوهة لحقوق الانسان ، حيث اصبحت الموضوعات المعالجة في الافلام المرشحة القادمة من جول جنوب العالم لتحقق لنفسها هذا “الحق” ، تكون ورائها صناديق دعم وشركات توزيع غربية، لسينمائيين بجنسياتمزدوجة ، وتفضيلا معالجة حتى ولو عرضيا مواضيع الشذوذ الجنسي بكافة مسمياته او تحريف للوقائع التاريخية ضمن خانة ما يسمى “بالتطرف والارهاب والهجرة”…

فمن خلال المشاركات التي سنتحدث عن مواضيعها اسفله والمشاركة في الدورة 78 قد لا تخرج عن هذه القاعدة.

فنجد مشاكل المهاجرين العابرين لدول شمال افريقيا وهي مشاكل حديثة خلقتها الدول شمال لدول جنوب حوض البحر الابيض المتوسط من خلال   “عائشة لا تستطيع الطيران” و “وعد السماء” بالإضافة الى مواضيع اخرى نكتشفها اسفله .

 أولا: مسابقة السعفة الذهبية من ضمن 19 شريطا سينمائيا تشارك اربع انتاجات من افريقيا .

1- فيلم :”الصغيرة الأخيرة” للسينمائية التونسية حفيظة حرزييتمحورالفيلم حول: ” الشابة فاطمة(17 سنة)، من عائلة جزائرية مستقرة اجتماعيا وعاطفيا  ، وبالتحاقها بكلية الفلسفة بباريس انطلقت طموحاتها مثل كل الشباب بالتحرر من العائلة وتقاليدها ، لتتحول الى التساؤل حول هويتها ورغباتها الذاتية .

و”الصغيرة الأخيرة”، هو الفيلم الثالث ضمن فيلموغرافيةالتونسية حفيظة حرزي، وهو من انتاج مشترك تونسوالجزائر، والمقتبس عن روائية “سيرة ذاتية” بنفس العنوان من تأليف فاطمة داس ، حول مسلمة لبنانيةلها ميولات جنسية مثلية، إلى جانب انها تعيش وسط مجتمع تنتعش فيه سلوكياتعنصرية موجهة، بالإضافة الى طرحها الاغتراب الذي يعيشه الفرد المختلف عن المجتمع. هذه المواضيع رفعت من قيمة الرواية إلى صدارة المشهد الأدبي والإعلامي في وقت قصير للغاية، سنة 2020.

2- فيلم “نسور الجمهورية “لطارق صالح ، الذي يشارك يستشف من موضوعه انه بخلفية سياسية حول: الممثل المصري “جورج فهمي”، الذي يكتشف فجئت انه خارج دائرة اهتمام السلطات الوضع الذيسيكبده خسارة كل شيء.

 يضطر “جورج فهمي” إلى قبول دور الرئيس في فيلم سيرة ذاتية عن نفسه. ثم يجد نفسه منغمسًا في دائرة مغلقة من السلطة، ويدرك سريعًا أنه لا يخاطر بفقدان روحه فحسب، بل إنه ألقى بنفسه حرفيًا في رقصة خطيرة ”

طارق صالح سينمائي سويدي الجنسية من أصل مصري يعود الى مهرجان كان 2025 مجددا بعدما دشن مشاركته بنفس المسابقة سنة 2022.

3- فيلم: “تاريخ الصوت” لأوليفرهيرمانس، من جنوب افريقيا، بتشخيص من : بول مسكال وجوش اوكانور.. حول موضوع يختار له خلفية تاريخية تعود الى الحرب العالمية الأولى حيث ليونيل ودفيد يعملان على استثمار الإرث الرمزي لحياة معالم معمارية واصوات موسيقية لزملائهم..

اوليفر هيرمانوس ولد سنة 1983 ينتمي لعائلة من الملونين عاشت عائلته خلال فترة ” نظام الفصل العنصري ” منعزلين خصوصا وان اب العائلة كان من نشطاء ” المؤتمر الوطني الافريقي ” . درس ” اوليفر هيرمانوس” بجامعة كيب طاون وحصل منها على شهادة جامعية تخصص السينما والاعلام ودرس السينما بمدرس السينما بلندن ، وأخرج اول عمل سينمائي له سنة 2009 تحت عنوان “شيرلي ادامز”، والذي فازت عنه “دونيز نيومان” بجائزة أحسن دور نسائي بالدورة الثالثة عشر لمهرجان خريبكة للسينما الافريقية سنة 2010. ومن أفلامه الأخرى: الجمال، وفيلم النهر اللامتناهي وفيلم موفي، والعيش..

4- فيلم : “سيرة ” للمخرج اوليفير لاكس ولد سنة 1982 ، بباريس من أصول اسبانية والمقيم بمدينة طنجة الذي يتخذ من منحدر جبل صاغرو  فضاءا  للحديث عن قصة الابنة الكبرى التائهة، وهي ابنة السيد لويس الذي يبحث عنها رفقت ابنه ستيفان. وهكذا تكون الانطلاقة في أعماق الصحراء الشرقية للمغرب، حيث تشكل الرمال شخصيات متفردة..و”اوليفر لاكس ” كل اعماله السينمائية السابقة مستمدة من المجتمع المغربي وصورت بالمغرب وهي كالتالي: ميموزا (2014) حول السلطان والاولياء، كملين بيكمكابتانيس(2014) حول مغامرات الحراكة ..

 ثانيا :فقرة نظرة ما يشارك فيه هذا الصنف 16 عملا سينمائيا

1- فيلم : “عائشة لاتستطيع الطيران” لمراد مصطفى من مصر حول المهاجرين الافارقة بدولة مصر وبالخصوص بالعاصمة القاهرة، وتكثر الاصطدامات والمشادات بين المصريين والمهاجرين،وتتجاهل السلطات المصرية الانفلات الأمني تستغل العصابات الوضع لتصبح هي المستفيدة من الوضع في المقابل تتجاهل السلطات المصرية هذا الواقع . في ظل هذا الوضع الأمني المهزوز تعيش عائشة الصومالية فتأخد المبادرة للقيام بالحملات الأمنية بالتناوبمع اخرين. ولكن الوضع تدهور كليا.

2- فيلم ” ظل واليدي” للنجيري أكينولاديفيز مخرج و سيناريس ، تشخيص: إيفون وينيسوبيديريسيو ، “يستكشف شقيقان صغيران مدينة لاغوس مع والدهما المنفصل عنهما خلال أزمة الانتخابات النيجيرية عام 1993، ويشهدان على عظمة المدينة ومعاناة والدهما اليومية في ظل الاضطرابات السياسية التي تهدد رحلة عودتهما إلى الوطن” .

 3- فيلم : “وعد السماء”لاريجالسحيري حول ” ماري” من ساحل العاج تبلغ من العمر 40 عامًا تقيم بتونس منذ سنوات ، تشارك في الحياة المجتمعية بإيجابية مابين مهنتها كصحافية ومبشرة من القديسات الانجيلياتوتنسج علاقات انسانية مع  نساء يعشن وضعا هشافيجدن ” ماري” ملجئهنمثل “ناني”،  التي قام ابن مشغلها بمصادرة جواز سفرها و”جولي”، فنانة تعيش وضعا محفوفا بمخاطر،النساء الثلاث بمجرد انطلاقةمغامراتهن المفعم بالحيوية والإبداع والفكاهة. يصطدمن بالأحداث التي عرفتها تونس نتيجة الاصطدامات ما بينالتونسيين ومهاجرين دول جنوب افريقيا والشرطة، الاحداث زعزعت اختياراتهن.

 ثالثا:اسبوعي السينمائيين يتنفس في هذه الفقرة 18 عمل سينمائي.

 1- فيلم ” لايقهر ” لطوماسنجيجول، بمدينة ” ياوندي” الكاميرونية، يقوم المفوض ب”يلونج” بالتحقيق في مقتل ضابط شرطة،  فهو يكافح من أجل الحفاظ على النظام العالم فهو رجل المبادئ والمدافع عن القيم و التقاليد. القناعة المهنية التي ستنعكس ضده وعائلته . والفيلم مقتبس عن الفيلم الوثائقي جريمة بأبيدجان ” لمخرجه موسكو بوكولت.
طوماسنجيجول ولد سنة 1978 من ابوين كاميرونيين الاب عالم اجتماع وام ممرضة،انطلق بالكوميدياوالتشخيص. له خزانة متعددة الانتاجات من موسيقى وتشخيص في المجال السينمائي والمسرحي.

 رابعا :فقرة أسبوع النقاد صنف الفيلم القصير، فقرة يشارك بها10اعمال سينمائية قصيرة من بينها مشاركة واحدة من المغرب .

فيلم المنجم (26د)، لراندة معروفي من مواليد مدينة الدار البيضاء سنة 1986 خريجة معهد الفنون الجميلة بتطوان، وتابعة دراستها في مجال الفنون بفرنسا، انطلقت سينمائيا سنة 2014، ولها مجموعة من الأفلام القصيرة، وتشارك في كان2025 ضمن هذه الفقرة بفيلم “المنجم” الذي يعود الى معالم منجم مغلق رغم توقف استخراج الفحم بمدينة جرادة منذ سنة 2001، الا سكان المنطقة، ظلوا يزاولون عملية الحفر باستغلال بقايا المنجم وتسويقه بالاعتماد على أنفسهم.

خامسا :تظاهرة رابطة توزيع السينما المستقلة، يشارك بها 9 اعمال سينمائية

فيلم :”الحياة بعد سهام” وثائقي ، للمصري نمير عبد المسيح  ولد سنة 1974 ، انهى دراسة السينما بفرنسا سنة 2000 ، وانطلق بالإخراج افلامه خمس سنوات بعد التخرج ، والى فيلم طويل له يحمل عنوان  ” العذراء والاقباط وانا “، وبفيلمه الثاني “الحياة بعد سهام” يصل الى مهرجان كان الدولي في عتبة للدخول في الدورات القادمة وهذه الدورة يجرب نفسه من خلال سيرة ذاتية  بفيلم وثائقي وهو فيلم عائلي  موضوعها : ” ينطلق باختفاء سهام، لم يفهم نمير الطفل  أنها رحلت إلى الأبد ، فالأمهات خالدات… وللحفاظ على ذكراها حية، يقوم نمير بالتحقيق في تاريخ عائلته بين مصر وفرنسا، ومع سينما يوسف شاهين كرفيق، تتشكل قصة المنفى، وفوق كل شيء قصة الحب” .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى