في فاتح ماي.. قطاع الجامعيين الديمقراطيين يندد بالهجوم على مكتسبات الشغيلة ويدعو إلى جبهة نضالية موحدة

الحنبلي عزيز-متابعة
بمناسبة عيد الشغل العالمي، الذي يخلّده العمال في مختلف أنحاء العالم في فاتح ماي من كل سنة، خرج قطاع الجامعيين الديمقراطيين– اللجنة الوطنية ،ببيان مطول يرصد فيه أوضاع الشغيلة المغربية، ويكشف عن عمق الأزمة التي يعيشها قطاع التعليم العالي، في ظل السياسات العمومية التي وُصفت في البيان بـ”التراجعية واللاشعبية”.
افتتح البيان بتشخيص عام للسياق الوطني والدولي، مشيرًا إلى تصاعد حدة التوترات الاجتماعية والاقتصادية بسبب تداعيات الحروب والأزمات المناخية، والتقلبات الجيوسياسية، والتي ألقت بظلالها الثقيلة على البلدان النامية، وفي مقدمتها المغرب.
وسجل الجامعيون الديمقراطيون أن المغرب يشهد تفاقمًا غير مسبوق في الفوارق الطبقية، واتساع رقعة الفقر، مقابل تضييق مستمر على الحريات النقابية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية، نتيجة استمرار الدولة في نفس السياسات النيوليبرالية، الخاضعة لإملاءات المؤسسات المالية الدولية.
خصص البيان حيزًا كبيرًا للأزمة البنيوية التي تعرفها الجامعة العمومية المغربية، واصفًا إياها بأنها ضحية “تهميش منهجي” وسياسات “الترقيع والتقشف”، عوض تبني رؤية استراتيجية شاملة لإصلاح قطاع التعليم العالي.
وأكد قطاع الجامعيين الديمقراطيين أن الأوضاع داخل الجامعة تسير من سيئ إلى أسوأ، نتيجة ضعف الإمكانيات المرصودة، وتردي ظروف العمل، وغياب رؤية أكاديمية واضحة، فضلاً عن ارتفاع منسوب التسيير البيروقراطي، والإجهاز على استقلالية الجامعات.
وأشار البيان إلى أن هذه الأزمة تتجلى أيضًا في الهشاشة المتزايدة لوضعية الأساتذة الباحثين، من حيث التأطير، الترقية، التحفيز، وغياب الحماية الاجتماعية، مما ينعكس سلبًا على جودة البحث العلمي والتكوين الجامعي.
حمّل البيان الدولة مسؤولية تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للطبقة العاملة، بما في ذلك الشغيلة الجامعية، حيث تم تسجيل:
-
غلاء الأسعار وتآكل القدرة الشرائية.
-
تفشي البطالة والهشاشة، خاصة في صفوف الشباب.
-
تمرير قوانين تراجعية، أبرزها مشروع قانون الإضراب، وأنظمة التقاعد.
-
تقليص ميزانيات التعليم والصحة والقطاعات الاجتماعية الحيوية.
وفي ظل هذا الوضع، دعا قطاع الجامعيين الديمقراطيين إلى بناء جبهة نضالية موحدة، تضم مختلف الإطارات النقابية والتقدمية، لمواجهة الهجوم الشرس على الحقوق والمكتسبات، والدفاع عن العدالة الاجتماعية وكرامة العاملين.
كما عبّر البيان عن دعمه لنضالات النقابة الوطنية للتعليم العالي، مؤكداً على أهمية وحدة الصف النقابي داخل الجامعة، والرفع من وتيرة التعبئة للدفاع عن الجامعة العمومية المجانية، الديمقراطية، والجيدة.
واختتم البيان بدعوة الأساتذة الجامعيين إلى جعل مناسبة فاتح ماي لحظة تجديد للعهد النضالي، وتعزيز قيم التضامن والوحدة، من أجل مغرب الكرامة، العدالة، والمساواة.