وجهة نظر

عيد العمال بنفس الحال عدت ياعيد ..”زيد الشحمة ..المعلوف..

محمد جرو/مراكش/تنوير:
روتينيا فقط ،”نحتفل”اليوم بعيد العمال ،مثل سائر طبقة مسحوقة ومطحونة ،أينما وجدت ،لكن الفرق هنا والآن ببلدي العزيز المغرب ..
فاتح ماي كان كان ،فعلا فرصة للاحتجاج ،لافراغ شحنات داخليا ،وإخراج شعارات محبوسة عبر حناجرنا التي لم تتعب رغم السنين الطوال ..

في كل أنحاء الدنيا، فاتح ماي من كل سنة هو محطة لمحاسبة الحكومات ومحاسبة صناع القرار،إلا ببلد مادمت بالمغرب …فلاتستغرب ..

بوطني ، ومع حكومة غول “الباطرونات”،والذي لم محاسبه كما ينبغي ،عندما تفوه ذات يوم وقال بأنه “سيربينا…”ومعه فريق من الذين يطلقون ،سلوقياتهم علينا وأيضا لم نضربه “بلحجر”ثعالبي برتبة عالمي،وغيره ممن يتربع على أموالنا وهاضم لحقوقنا في يوم الاحتجاج على الظلم الذي أصبح ظلمات ..
لم تعد النقابات للأسف الشديد تعلب دور قال عنه ألتوسير “القوة المضادة”contre pouvoir،أخشى أن أقول أنها ،ربما ومع ظهور التنسيقيات ،ولو نختلف مع سياقات خروجها ،خاصة في ملف حارق وهو لب الصراعات ،التعليم ،أخشى أن أقول بأن “تمثيلياتنا”النقابية أصبحت “ضد”أو ترفض أن تسمع “تنسيقيات”ومنها من أنشأ بمركزياته “سكرتارية”لهذه الفئة المتضررة ،لثنيها عن الإنخراط في سيرورة التنسيقيات بالشارع …
واقع “فاتح ماي” اليوم بوطني ، هو يوم عادي وبارد وخافت وباهت وبلا روح ولا يختلف عن باقي أيام الله..هو يوم عطلة من كل شيء ،حتى حضورنا بمسيراته ووقفاته ،هو فقط لاتقاط الصور ،والتقاط الأنفاس استعدادا ،لمزيد من الضربات الموجعة مستقبلا ،بعد نقلنا القسري لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ،من وزارة اجتثت من واقع مغربي مرتبك ،وزارة الشباب والرياضة ،لم يحترم بلدي المغرب كل الاخلاقيات ،المسماة “اتفاقيات ومعاهدات ومواثيق دولية”خاصة بقانون الشغل ،مع منظمة العمل الدولية والعربية ،ومبدأ مأصل فيها وهو “لتحقيق الرضا الوظيفي ،لابد من استقرار نفسي ومهني”وبالتالي وهو الأهم “نفسي”…
جلنا موظفون (متصرفون ،محررون ،نقنيون..الخ)تخص رياضة (خريجو المعهد الملكي لتكوين أطر الشبيبة والرياضة بأسلاكه ومستوياته)نعيش اللاوضع مهني،بحيث لم يتم إدراج الرياضة في التعديل الحكومي ،على الأقل كتابة دولة ،وهذا مطلبنا رفعناه بالإحتجاج في إطار التنسيقية الوطنية للأطر الرياضية المنقلة قسرا لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ،ذات يوم من أيام الله (21نونبر 2022)وأمام وزارة التربية الوطنية بباب الرواح ،وظلننا منذئذ بين مجيء ورواح ،نتنقل بين الوزارات والمؤسسات ،ومنها مؤسسة تلقي التظلمات (مؤسسة وسيط المملكة)لم تستجيب ولم تلتفت هذه الوزارة لمطالبنا ،بل لم تدرج الرياضة في هيكلتها ،واضطر بعضنا للألتحاق بالمؤسسة الوطنية لتدبير المنشآت الرياضية المعروفة باسم سونارجيس ،إلحاقا مؤقتا قابلا للتجديد ،إذا ارتأت هذه المؤسسة ذلك ،تجديد طلبات الإلحاق ،فيما اختار بعضنا توقيع طلبات الإدماج بوزارة محمد سعد برادة ،ومنذ اكتوبر من السنة الماضية ،والمعروف بأدبيات هذه الوزارة “تغيير الإطار”من متصرف الى متصرف التربية الوطنية أو غيره ،دون أن يسوى ذلك ،فأصبحنا مثل مايقول المثل الحساني الصحراوي “أمرا معلگة ماهي متعرسة ولا هي مطلگة”!؟
فاتح ماي ستغيب شمسه هذا الخميس ،وتخفت أصواتنا وتقل مسيراتنا ،بينما تستمر معاناتنا ومنا من يرابض بين الفينة والأخرى أمام الوزارة بالعاصمة أو أمام وزارات أخرى ،هضمت الحقوق وتعسفت على النقابيين ،بمنطق “هذا مشا أرى لاخور”أي في انتظار محطات نضالية قادمة ومنها فاتح ماي بنكهة مغربية ،خافتة وباهتة ،ونقابات تنتظر “جولات”تنصلت الوزارات من التزاماتها ،لعل آخرها دجنبر الماضي ..

ماأوجعني شخصيا ،وأنا منتم للكونفدرالية الديمقراطية للشغل ،قبل أن أنخرط في ميدان الشغل (بالطنطان86)هو عندما وصلني مثل جل النقابيين المغاربة ، لقد كنا ننتظر من حكومة كبير الباطرونات، وقتها، مجرد “زيادة” ” ولو طفيفة في أجور العاملين والعاملات في ذلك العيد العالمي للعمال منذ ثلاث سنوات من اليوم ،لقد وقعت هذه “”الزيادة”” بالفعل لكنها وقعت في قيمة الدعم المخصص للنقابات وليس في أجور العمال،وانتصب السؤال المشروع أمامي ،فماذا يعني أن ترفع حكومة السيد عزيز أخنوش قيمة هذا الدعم النقابي ب30 في المائة؟من حق نقاباتنا وأحزابنا أن تتلقى دعما من المال العام ،ليصرف في التكوينات والمقرات…الخ..لكن ،لقد رفعت الحكومة في تلك السنة دعم النقابات ب30 في المائة لكن رفع الحد الأدنى من الأجور وسط بسطاء العاملين في قطاعات معينة لم يتجاوز حتى 10% وعلى مدار حولين كاملين..؟!وبالنسبة الينا بقطاع التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ،فلم نستفد من الزيادات التي استفاد منها زملاؤنا بنفس الوزارة ،لأننا نعتبر في إطار الهيآت المشتركة بين الوزارات ،وهو حيف آخر ،لاوجود لنظام أساسي لهذه الشريحة ومنذ أكثر من عقدين من الزمن(2010)فكيف سيستقيم حالنا ونحن بالأكاديميات الجهوية والمديريات الإقليمية ،نواجه مطالب الجمعيات الرياضية ،ونفسر قانون التربية البدنية والرياضة (30-09)بينما الرياضة القاعدية ومن خلال مديرية الرياضة التي لم نلمس وقعها ميدانيا ،رغم تعييين مدير لها ،الا من “لقاءات”(اللقاء الوطني لمسؤولي الرياضة ،وتم استبعادنا منه هذه السنة مديرية مراكش بشياعة نفوذها ،والرحامنة واليوسفية)من جهة مراكش آسفي ،لم نفهم لماذا ومن المسؤول عن هذا “الإقصاء”ربما يزيد من منسوب الارتباك وتحسيسنا بالدونية،وتقليل الرضا الوظيفي ،الذي ربما يكون “مقصودا”مقابل “حظوة”آخرين وهو ضرب لمبدأ دستوري عنوانه تكافؤ الفرص ،حتى التحجج ،”بالتشبيب”هو حق يراد به باطلا ،سواء اللقاء الفائت أو الحديث ،إذ ستظل أخوات وزميلات وزملاء وإخوة ،تخصص رياضة ،سجينات وسجناء زنازين سلالم دنيا ،وفيهن/هم من هو حاصل على الإجازة ،ورغم ملتمسات لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ،وعلى مرأى ومسمع من مسؤولين مركزيين بقطاع الرياضة ،وهم ست حالات تتطلب حلا عاجلا ،الى جانب إجابة كذلك آنية عن مطالب الإدماج في إطار ذات الوزارة ..وكل فاتح ماي والطبقة العاملة المغربية ،في انتظار زمن مضى لن ياتي لا بمزيد من النضال الشخصي والجماعي ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى