رحيل الفنان المغربي محمد الشوبي: خسارة فنية وإنسانية كبيرة

الحنبلي عزيز
فقدت الساحة الفنية المغربية، صباح اليوم الجمعة، أحد أبرز أعمدتها برحيل الفنان والممثل القدير محمد الشوبي، عن عمر يناهز 63 سنة، بعد صراع طويل مع المرض. وقد توفي الراحل بمدينة الرباط، مخلفًا وراءه مسارًا فنّيًا غنيًا وبصمة لا تُنسى في مجالات المسرح والسينما والتلفزيون.
ولد الشوبي بمدينة مراكش سنة 1963، وبدأ شغفه بالمسرح منذ سنوات شبابه الأولى في السبعينات، حيث انخرط في تجارب مسرح الهواة قبل أن يصقل موهبته بتكوين أكاديمي في المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط، الذي تخرج منه لاحقًا ليصبح أحد أبرز خريجيه.
تميّز الراحل بغزارة إنتاجه وتنوعه، حيث قدم أدوارًا خالدة على خشبة المسرح، منها “صوت وضوء” للطيب الصديقي، “الحصار” لمولاي الحسن إدريسي، “خربوشة” لحبيب لصفر، و”الباب المسدود” ليوسف فاضل. كما أخرج أعمالاً مسرحية نوعية مثل “هستيريا”، “المدينة والبحر”، “رسائل خطية”، و”ارتجال”.
في مجال التلفزيون، شارك الشوبي في عدد من المسلسلات البارزة التي تركت أثرًا في ذاكرة المشاهد المغربي، من بينها: “محمد الحياني”، “المجدوب”، “علام الخيل”، و”هاينة”. أما على مستوى السينما، فقد تألق في أفلام مثل “ملاك”، “موت للبيع”، “ألف شهر”، و”جوق العميين”.
عرف الشوبي بثقافته الواسعة ومواقفه الجريئة، وكان مدافعًا شرسًا عن قضايا الفن والحرية، مما جعله يحظى باحترام زملائه وتقدير جمهوره. وقد نعته الفنانة لطيفة أحرار، مديرة المعهد العالي للفن المسرحي، بكلمات مؤثرة قائلة:
“رحم الله الفنان والمثقف الكبير، خريج المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، الفنان محمد الشوبي… الله يرحمك صديقي العزيز، تعازي الحارة لزوجتك عزيزة وأبنائك، لعائلتك الصغيرة ولكل محبيك.”
يُعد رحيل محمد الشوبي خسارة فنية وإنسانية كبيرة، ليس فقط لما قدمه من أعمال خالدة، بل لما مثله من صوت صادق في الدفاع عن الفن والثقافة والحرية في المغرب.