السينما الفرنسية ضيف شرف مهرجان الحسيمة الرابع:

يتميز برنامج الدورة الرابعة، من 5 إلى 10 ماي الجاري، للمهرجان الدولي للفيلم بالحسينة بالإنفتاح على السينما الفرنسية، كضيف شرف، وذلك من خلال فقرة خاصة تتضمن عرض ستة أفلام ومشاركة ثلة من المحترفين السينمائيين في تنشيط مجموعة من اللقاءات من أبرزها ماستر كلاس مع المنتج المعروف آلان ديبارديو (80 سنة)، شقيق الممثل جيرار ديبارديو.
ومن شأن هذا الإنفتاح أن يعزز الروابط الثقافية العميقة بين المغرب وفرنسا ويحتفي بإنجازات إحدى أهم السينمات في تاريخ الفن السابع أي بمهد السينما وبمدرسة بصمت السينما العالمية وأثرت فيها بتنوعها الفني وخصوصياتها على مستوى النظريات والمفاهيم والأساليب السردية والتقنيات المعتمدة.
إن الاحتفاء بالسينما الفرنسية هو احتفاء بفرنسا، بلد الأنوار، التي تذكرنا بالأخوين لوميير ومهرجان “كان” ومخرجين عالميين من عيار فرنسوا تروفو وجان- لوك غودار وإريك رومير وكلود شابرول وغيرهم من رواد الموجة الجديدة وغيرها. إنه احتفاء يتجلى في
تثمين تجربة سينمائية عالمية وفي توطيد وشائج التبادل الثقافي والفني مع دولة تجمعها بالمغرب روابط استراتيجية متينة ضاربة في عمق الزمن، قوامها التاريخ والثقافة والتعاون السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، والتموقع في خندق واحد من أجل مواجهة التحديات الآنية والمستقبلية، وجعل البحر الأبيض المتوسط منارة سلم وأمان.
إن جمعية مؤسسة الريف للثقافة والسينما وشركاؤها، كمجتمع مدني مهتم بالثقافة والفن، يسعون من خلال مهرجان الحسيمة في نسخته الرابعة إلى تفعيل مفهوم الدبلوماسية الثقافية الموازية انخرطا في المسار التشاركي الاستراتيجي بين بلدين عريقين تقودهما قيادتين حكيمتين وشعبيين مؤمنين بالانفتاح على الآخر ومنصهرين بشكل إيجابي يحترم التعدد والتنوع الهوياتي.
فالشعب الفرنسي عارف بمكنونات المغرب الثقافية والفنية والشعب المغربي هو عنوان الانفتاح على الثقافات وفي مقدمتها الثقافة واللغة الفرنسيتين، داخل المغرب وفي قلب فرنسا نفسها، حيث توجد جالية مغربية عاملة مندمجة ساهم الجيل الأول منها في بناء بلد الأنوار عقب الحرب العالمية الثانية وتساهم بعده أجيال متلاحقة في التنمية بكل أبعادها.
وتأسيسا على ما سلف نؤكد جازمين أن الاحتفاء بالسينما الفرنسية ليس ترفا، وليس احتفالا من أجل الاستهلاك، بل هو ضرورة تدبيرية لدعم الدبلوماسية الرسمية التى يقودها ويرعاها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بنظرته الاستراتيجية الثاقبة.
عن إدارة المهرجان: أ.س.