شباب

اختتام النسخة الرابعة من مشروع المنشط السوسيورياضي بمديرية جهة الرباط القنيطرة

محمد جرو/مراكش/تنوير:
اختتمت فعاليات الدورة الرابعة من مشروع “المنشط السوسيورياضي” بمركز النجاح التابع للمديرية الجهوية لقطاع الشباب بالرباط بحي يعقوب المنصور الرباط.
وهو أحد أبرز المشاريع التكوينية الموجهة للشباب على الصعيد الوطني، والمنظم من طرف الأكاديمية المغربية للإبداع والأكاديمية المغربية للتكوين والرياضة، بشراكة استراتيجية مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل – المديرية الجهوية لجهة الرباط سلا القنيطرة.
ويُعد مشروع “المنشط السوسيورياضي” مبادرة فريدة من نوعها في المشهد التكويني المغربي، باعتباره برنامجًا يجمع بين الرؤية التربوية والبيداغوجية والتوجه السوسيو-رياضي الميداني. يهدف المشروع إلى تكوين منشطين ذوي كفاءات متعددة، قادرين على تأطير الأطفال والشباب في الأحياء، والمؤسسات التعليمية، والمراكز السوسيوثقافية، من خلال أدوات التنشيط الرياضي والتربوي والفني، في انسجام تام مع قيم المواطنة، والعمل الجماعي، والتربية على الحقوق والواجبات.
ويسعى المشروع منذ انطلاقه إلى إحداث أثر مجتمعي ملموس، حيث يُراهن على تأهيل رأسمال بشري شاب، يمتلك مهارات القيادة الناعمة، وطرق التواصل البيداغوجي، وتقنيات التنشيط داخل الفضاءات المفتوحة أو المؤسساتية، وذلك من خلال برنامج متكامل يشمل تكوينات نظرية معمقة، وورشات تطبيقية ميدانية، بالإضافة إلى تأطير نفسي واجتماعي يواكب المشاركين في بناء شخصياتهم المهنية.
وقد تميزت دورة هذه السنة بمحطة نوعية وغير مسبوقة، تمثلت في إدماج شق جديد تحت عنوان “تكوين المكونين في مجال التنشيط السوسيورياضي”، وهو تطور نوعي يعكس النضج المؤسسي للمشروع، ورغبته في إنتاج أطر قادرة ليس فقط على التنشيط، بل أيضًا على نقل المهارات وتدريب المنشطين الجدد في مناطقهم ومدنهم، مما يكرّس مبدأ الاستدامة التكوينية والتأثير المتعدد المستويات.
امتدت فعاليات الدورة على مدى أربعة أشهر، وشكلت ورشة مفتوحة على آخر المستجدات العلمية والممارسات الميدانية، حيث توزعت الحصص التكوينية بين محاور نظرية تناولت علوم التنشيط، السيكولوجيا التربوية، تدبير المشاريع التنشيطية، ومقاربة النوع، وأخرى تطبيقية شملت إعداد وتصميم ورشات، وتقنيات اللعب الجماعي، وأساليب التفاعل مع الفئات الهشة، إلى جانب التداريب الميدانية.
وقد أشرف على تأطير هذه الدورة نخبة من الأساتذة الجامعيين، والمدربين المهنيين، والمختصين في التنشيط الرياضي والاجتماعي، مما منح للمشاركين تجربة معرفية وميدانية غنية ومركبة، ساهمت في صقل مهاراتهم ومنحهم أدوات عملية جاهزة للاستثمار داخل محيطهم المجتمعي.
أما على مستوى الحضور، فقد عرفت هذه الدورة مشاركة متنوعة من شباب ومدربين يمثلون أغلب جهات المملكة، من بينها مدن العيون، طاطا، الرباط، سلا، الدار البيضاء، مكناس، أزرو، وميدلت، مما أعطى للدورة طابعًا وطنيًا بامتياز، وفرصة ثمينة لتبادل التجارب وتلاقح الرؤى والممارسات.
وفي لحظة ختامية متميزة، عرض المشاركون مشاريعهم التنشيطية أمام لجنة علمية وازنة ضمّت أسماء أكاديمية مرموقة، هي الدكتورة بديعة المعاشي، والدكتور سعيد بلفقيه، والدكتور عبد الله أمزري، والدكتور محمد حبيب، حيث أشرفوا على تقييم المشاريع ومناقشتها بعمق علمي وموضوعية مهنية، مما أضفى على حفل التخرج طابعًا جامعيا راقيا، وأسهم في تثمين مجهودات المشاركين وتوجيههم نحو تطوير مشاريعهم في المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى