أخبار وطنية

طنجة تحتضن المؤتمر الوطني الـ32 لجمعية هيئات المحامين بالمغرب وسط حضور وازن ونقاشات عميقة حول مستقبل المهنة

الحنبلي عزيز-تنوير

طنجة – احتضنت مدينة طنجة، صباح اليوم الخميس، فعاليات المؤتمر الوطني العام الثاني والثلاثين لجمعية هيئات المحامين بالمغرب، المنظم بشراكة مع هيئة المحامين بطنجة، وذلك تحت شعار: “المحاماة فاعل محوري وشريك أساسي في منظومة العدالة”، وسط مشاركة مكثفة تجاوزت 500 محامٍ ومحامية يمثلون مختلف الهيئات المهنية عبر جهات المملكة.

وقد عرف حفل الافتتاح، الذي أقيم بقصر الثقافة والفنون، حضور شخصيات وازنة من عالم القضاء والقانون، على رأسهم وزير العدل عبد اللطيف وهبي، والرئيس الأول لمحكمة النقض والرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، الأستاذ محمد عبد النباوي، والوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، رئيس النيابة العامة هشام بلاوي، إلى جانب والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، يونس التازي، ونقيب هيئة المحامين بطنجة، أنوار البلوقي، ورئيس جمعية هيئات المحامين بالمغرب، الحسين الزياني.

اعتذار علني من وزير العدل للمحامين

وفي كلمة مؤثرة خلال الجلسة الافتتاحية، قدّم وزير العدل عبد اللطيف وهبي اعتذارًا صريحًا لأسرة المحاماة، في إشارة إلى التوترات السابقة التي شهدها القطاع بسبب النقاشات حول مشروع قانون تنظيم المهنة. وقال وهبي: “إذا أخطأت في حقكم يوماً، فأنا أعتذر… كل المواجهات التي وقعت أو ستقع لن تمسّ علاقتي بكم، لأنني منكم وأنتمي لهذه العائلة. السياسة مرحلة، أما المحاماة فهي الديمومة.”

المحاماة: شريك لا غنى عنه في منظومة العدالة

من جانبه، أكد الأستاذ الحسين الزياني، رئيس جمعية هيئات المحامين بالمغرب، أن المؤتمر يشكل مناسبة لتعزيز الحوار المؤسساتي الجاد مع مختلف مكونات منظومة العدالة، وترسيخ الانفتاح والتعاون المشترك بما يخدم العدالة ويضمن استقلالية المهنة وكرامتها.

أما الأستاذ محمد عبد النباوي، فنوّه بالدور الجوهري للمحاماة في تحقيق العدالة، واعتبر أن شعار المؤتمر يعكس وعياً جماعياً بأهمية الدفاع كجزء لا يتجزأ من النجاعة القضائية، مشدداً على أن العدالة قيمة إنسانية تتجلى في الحياة اليومية للناس، لا مجرد نص قانوني.

من جهته، شدد هشام بلاوي على أن المحاماة تمثل أحد جناحي العدالة إلى جانب القضاء، مشيراً إلى أن الدفاع يلعب دورًا حيويًا في حماية الحقوق والحريات، ومواجهة التحديات الراهنة المرتبطة بإصلاح منظومة العدالة.

برنامج حافل ونقاشات علمية

يمتد برنامج المؤتمر على مدى ثلاثة أيام، ويتضمن جلسات عامة وورشات عمل علمية تناقش مختلف الإشكاليات المهنية، إضافة إلى لجان لصياغة التوصيات واستراحات للتواصل وتبادل الخبرات. كما سيعرف المؤتمر تنظيم معرض للإبداع القانوني، وتوقيع مجموعة من الإصدارات القانونية من طرف محامين مشاركين.

وتنطلق أشغال اللجان صباح يوم الجمعة 16 ماي، لتتواصل إلى غاية السبت 17 ماي، حيث من المرتقب أن يُختتم المؤتمر بإصدار مجموعة من التوصيات التي تروم تطوير المهنة وضمان استمرارية مساهمتها الحيوية في تكريس دولة الحق والقانون.

رمزية طنجة

يُذكر أن هيئة المحامين بطنجة تُعد من أعرق الهيئات المهنية في المغرب، حيث احتفلت سابقًا بمرور قرن على تأسيسها، مما يضفي على احتضانها لهذا المؤتمر رمزية تاريخية ومهنية خاصة، تعكس مكانتها البارزة داخل الجسم المهني للمحاماة بالمملكة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى