وجهة نظر

محمد بولعيش: من أجل وحدة اليسار (الحلقة الأولى)

سبق لي في شهور خلت أن نشرت سلسلة تدوينات تحمل عنوان: “من أجل وحدة اليسار”، لتنضاف إلى سلسلة تدوينات أعدت نشرها تحت عنوان: “معشر اليساريين”، ونظرا لترابط السلسلتين ارتأيت إعادة نشر السلسلة الأولى على أمل أن يوقظ صوتها ضمائر اليساريين ويدفعهم للتفكير في مآل اليسار والعمل على تجاوز واقعه الرديء قبل فوات الأوان، لأن مجال السياسة لا ينفع فيه ما ألفنا سماعه: وقتاش ما جا الخير ينفع!!

تمهيد:
أرى أنه من حقي، بل من واجبي، أن أوجه هذه الرسالة التي تتضمن بعض المقترحات في اتجاه توحيد قوى اليسار، رسالة موجهة إلى قيادات اليسار أحزابا وفصائل وتيارات، وكذا إلى المناضلين الصادقين الذين يتحرقون شوقا ويتطلعون إلى ذلك اليوم الذي يرون فيه وحدة اليساريين تتحقق، بأشكال تنظيمية متدرجة موضوعية هادفة ومبدعة، إلى بناء مجتمع يرى الإنسان (المواطن/ة) فيه إنسانيته تتبلور على أرض الواقع.
ولا شك أن المسؤولية في عدم الوصول إلى هذه الغاية يتحملها عموم اليساريين مع اختلاف في مستويات هذه المسؤولية بدء بالقيادة ووصولا إلى القواعد مرورا بالأجهزة الوسيطة جهويا وإقليميا ومحليا..
إن التردي الذي وصل إليه الوضع العام في بلادنا، والأزمة التي يعيشها (بل يتخبط فيها) اليسار، والتي طال أمدها، يجعلان مهمة توحيد الجهود وتأجيل الخلافات وتجاوز الصراعات – الخفية أحيانا والمعلنة أحيانا أخرى – أولى الأولويات، وهذه المهمة مطروحة أولا، وباستعجال، على قيادات هذه الأطراف اليسارية لتجاوز “أنانياتها” التنظيمية وترجيح كفة مصالح الجماهير وخدمة تطلعاتها إلى حياة كريمة وحماية حقوقها وحرياتها. كما أن قواعد هذه التنظيمات غير معفاة من هذه المسؤولية، بدعوى أن القيادة هي المسؤولة عن تدبير شؤون التنظيم، واستحضارا لنموذج “السلف”، أؤكد أن “طاعة القيادة” لا تجد مشروعيتها إلا حين تلتزم هذه القيادة بالمشروع الذي تصبو إليه جماهير الكادحين، وإن حادت عن الهدف وجب تصويب الخطإ أو إقالتها، وليعتبر من شاء أن خطابي تحريضي أو تأليب ضد القيادات، فله ذلك ..
سأقدم تدريجيا مقترحات تروم المساهمة في دفع عموم اليساريين، حتى أولئك الذين يقفون على الأرصفة يتفرجون وينتظرون غودو الذي لن يأتي، إلى التفكير مليا وجديا في واقع اليسار ومآله، ومراجعة الذات وتجاوز أعطاب الحاضر لخلخلته في أفق تعديل موازين القوى لصالح الجماهير. وهذا من صميم مهام قوى اليسار ودورها الذي عليها القيام به أو تنتحر ..
(يتبع)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى