ذكرى سنوية..تحل غدًا الأحد 18 ماي 2025 الذكرى الثالثة عشر لرحيل الفقيد العزيز محمد بنراضي
"عاش مناضلًا... ناضل بصدق... ورحل بصمت الكبار ونبل الأوفياء."

في مثل هذا اليوم، 18 ماي من سنة 2012، فقدت الساحة الوطنية مناضلًا استثنائيًا ورمزًا من رموز الحركة الاتحادية الأصيلة بالمغرب، الراحل سي محمد بنراضي، الذي ترك بصمة لا تُنسى في مسار النضال السياسي والنقابي والحقوقي.
ولد الفقيد سنة 1935 بألمو الشرفاء، بجماعة بني تادجيت نواحي فكيك، وانخرط مبكرًا في النضال ضد الاستعمار الفرنسي، حيث اعتُقل لأول مرة سنة 1955 بميدلت، ولم يكن قد تجاوز العشرين من عمره بعد.
انتمى الفقيد في بداياته إلى حزب الاستقلال، ثم إلى الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، قبل أن يستقر به المسار النضالي في صفوف الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حيث تولى مسؤولية كاتب فرع الحزب بمدينة الفقيه بن صالح أواخر السبعينيات، إلى جانب رفاق دربه النضالي: منير عمر، محمد بوگرين، لحسوني، وعبد الرحيم بومزبرة.
وكان من أبرز المساهمين في تأسيس الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، حيث تولى مسؤوليات قيادية في النقابة الوطنية لمستخدمي الفلاحة. خلال هذه الفترة، بصم تاريخ المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بالفقيه بن صالح بنضالاته الصامدة في وجه رموز الفساد والاستبداد الإداري، وخاض إلى جانب رفاقه معارك نضالية حققت مكاسب مهمة للطبقة الشغيلة.
تعرض الفقيد، بسبب مواقفه السياسية والنقابية، للاعتقال لأزيد من 14 سنة في عدد من المعتقلات السرية والعلنية، من بينها: الريش، ضيعة مازيلا، سجن لعلو، دار المقري، السجن المركزي بالقنيطرة، وسجن عين علي مومن بسطات. كما طالته حملات قمع واضطهاد، وفُصل تعسفيًا من عمله.
وكان من المساهمين الفاعلين في تأسيس حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والمنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان. ورغم قساوة ظروفه المعيشية، كان من بين القلائل الذين رفضوا التعويضات التي عرضتها هيئة الإنصاف والمصالحة، إيمانًا منه بأن النضال لا يُقايض.
رحل سي محمد بنراضي يوم 18 ماي 2012، لكنه ترك وراءه سيرة نضالية ملهمة ومبادئ راسخة ستظل حية في الذاكرة الجماعية.
الذكرى وفاء، والنضال مستمر.
🔸 18 ماي 2012
🔸 18 ماي 2025