أخبار وطنية

الرباط تحتضن الاجتماع الخامس للتحالف الدولي من أجل تنفيذ حل الدولتين: نحو استدامة الزخم لعملية السلام ومواجهة تحديات اللحظة

الحنبلي عزيز -تنوير

الرباط – شهدت العاصمة المغربية الرباط، اليوم، انطلاق أشغال الاجتماع الخامس للتحالف الدولي من أجل تنفيذ حل الدولتين، المنعقد بشراكة بين المملكة المغربية ومملكة الأراضي المنخفضة (هولندا)، تحت شعار:
“استدامة الزخم لعملية السلام: الدروس المستفادة، قصص النجاح، والخطوات القادمة”، وذلك بمشاركة وفود تمثل أكثر من خمسين بلداً ومنظمة دولية وإقليمية.

وفي كلمة افتتاحية مؤثرة، أوضح وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، أن حل الدولتين هو “الحل الوحيد الذي لا خاسر فيه، لأن الجميع سيربح: الفلسطينيون حريتهم وكرامتهم، والإسرائيليون أمنهم واستقرارهم، والمنطقة بأسرها فرصها في التنمية والتقدم”.

وأكد السيد بوريطة أن هذا الحل ليس شعاراً جوفياً ولا غطاءً لمزايدات دبلوماسية، بل هو “التزام أخلاقي وخيار سياسي واقعي”، يتطلب التحول إلى خارطة طريق زمنية بخطوات واضحة ومسؤولة. وشدد قائلاً: “لقد جُربت الحروب ومورس العنف من كل الأطراف دون أن يُفضي إلى سلام أو يُحقق أمناً دائماً. أما اليوم، فبات من الضروري أن يُترجم هذا الخيار إلى خطوات عملية”.

ووجه الوزير المغربي انتقادات صريحة إلى من سماهم بـ”الخاسرين الفعليين من تحقق هذا الحل”، وهم المتطرفون في كافة الأطراف، الذين “يتغذون على نار الصراع”، وكذلك من “يتاجرون بالشعارات دون تقديم دعم حقيقي للشعب الفلسطيني”.

وفي استعراضه لمسار الدبلوماسية المغربية، شدد السيد بوريطة على أن المملكة المغربية، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، ظلت وفية لحل الدولتين كخيار تاريخي واستراتيجي. مشيراً إلى أن الدبلوماسية المغربية تعمل بهدوء وفعالية، من عهد المغفور له الملك الحسن الثاني إلى العهد الحالي، لتقريب وجهات النظر وتعزيز فرص السلام.

كما ذكّر الوزير بمضامين خطاب جلالة الملك إلى القمة العربية الأخيرة في بغداد، والتي حدّدت خارطة طريق للخروج من المأزق الحالي، شملت:

  • الوقف الفوري للعمليات العسكرية كأولوية إنسانية وسياسية.

  • التصدي للاعتداءات في الضفة الغربية.

  • تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية ودعم وكالة الأونروا.

  • إطلاق خطة لإعادة الإعمار تحت إشراف السلطة الفلسطينية.

وحدد السيد بوريطة ثلاثة محاور رئيسية لعمل التحالف الدولي من أجل تنفيذ حل الدولتين:

  1. استلهام نجاحات الماضي: لتأكيد أن السلام ليس وهماً بل ممكناً إذا توفرت الإرادة.

  2. تعزيز الدعم المؤسساتي للسلطة الوطنية الفلسطينية: باعتبارها الشريك الحقيقي لإنجاح الحل، مع التشديد على أن سيادة الشعوب لا تُمنح مشروطة.

  3. ترسيخ البعد الاقتصادي في عملية السلام: لأن “اقتصاد السلام” يجب أن يكون أساساً للتكامل والتعايش وإطلاق مشاريع مشتركة.

وفي هذا الإطار، أبرز الوزير دور وكالة بيت مال القدس، التي تضطلع منذ سنوات بدور محوري في دعم الاقتصاد الفلسطيني، بتوجيهات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

ومع ذلك، أكد الوزير أن “الدعم الاقتصادي لا يمكن أن يكون بديلاً عن الحل السياسي”، داعياً إلى “علاج جذري للصراع لا إلى مسكنات مؤقتة”، ومعلناً دعم المغرب لإغناء وثيقة Compendium التي ستُقدَّم بشكل مشترك مع مملكة الأراضي المنخفضة.

كما لم يفُت السيد بوريطة الإشادة بالدور الريادي لكل من المملكة العربية السعودية، ومملكة النرويج، والاتحاد الأوروبي في قيادة التحالف، مؤكداً دعم المملكة المغربية للمؤتمر المزمع عقده الشهر المقبل في نيويورك تحت الرئاسة السعودية-الفرنسية المشتركة.

وفي ختام كلمته، اعتبر الوزير أن عقد هذا الاجتماع في ظل الوضع الإنساني المأساوي في قطاع غزة يمثل “رسالة أمل” لشعوب المنطقة، مشدداً على أن التحالف الدولي مؤهل لاقتراح خطوات ملموسة تساهم في إعادة إحياء المسار السياسي والدفع قدماً بخيار حل الدولتين كسبيل وحيد نحو سلام شامل وعادل ودائم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى