الحنبلي عزيز -تنوير
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، فتح تحقيق في حادث إطلاق قواته النار بشكل مباشر على وفد دبلوماسي أجنبي خلال زيارة ميدانية قام بها إلى مدينة ومخيم جنين شمال الضفة الغربية.
ووفق بيان نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، فقد أطلقت وحدة من قوات الاحتلال الرصاص بشكل “عشوائي” باتجاه الوفد، بعد أن “تم اعتباره عن طريق الخطأ مصدر تهديد”، بحسب زعمها.
وكان الوفد الدبلوماسي، الذي يضم عدداً من ممثلي الوزارات العربية والأجنبية، قد وصل صباح الأربعاء إلى محافظة جنين، بهدف الاطلاع على الأوضاع الإنسانية الصعبة في المدينة والمخيم، حيث قُدم لهم عرض مفصل من طرف المحافظ حول تأثيرات العدوان الإسرائيلي، والخسائر الاقتصادية، وحجم الدمار الذي طال البنية التحتية، إلى جانب معاناة آلاف النازحين الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم.
وقالت مصادر صحفية إن جنديين إسرائيليين تقدما نحو الوفد الذي يضم 25 سفيرا وقنصلا عربيا وأوروبيا وممثلين عن الاتحاد الأوروبي ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وأطلقوا النار بشكل مباشر فور وصول الدبلوماسيين إلى محيط مخيم جنين مما أدى إلى إنهاء الزيارة على الفور والانسحاب من المكان.
وخلال تواجد الوفد في محيط المدخل الشرقي لمخيم جنين، وتحديداً بالقرب من البوابة الحديدية التي نصبها الاحتلال، أطلقت قوات الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي بكثافة تجاه الوفد ومجموعة من الصحفيين كانوا يرافقونه لتغطية الزيارة، ما أدى إلى حالة من الذعر دون تسجيل إصابات.
وبينما كان السفير المغربي لدى دولة فلسطين، عبد الرحيم مزيان، يدلي بتصريح صحفي لمراسل قناة “الفجر”، دوى صوت إطلاق نار مكثف على مقربة من مكان تواجد الوفد، مما أجبر الحاضرين على الاحتماء في ظروف بالغة الخطورة.
وتسبب الحادث في موجة غضب واسعة، واعتُبر انتهاكاً صريحاً للحصانة الدبلوماسية وللقانون الدولي، خاصة في ظل عدم وجود أي تهديد أمني يبرر فتح النار على وفد رسمي.
ويأتي هذا التصرف في سياق تصعيد عسكري إسرائيلي مستمر تشهده مناطق متفرقة من الضفة الغربية، وسط تصاعد الإدانات الدولية جراء استهداف المدنيين والمنشآت الحيوية، والمطالبة بضمان حماية الوفود الدبلوماسية والجهات الإنسانية العاملة في الميدان