ثقافة و فن

تقديم كتاب “مسارات في الفكر والسياسة والقانون” للقيادي الاستقلالي امحمد الخليفة بمجلس النواب

عزيزالحنبلي -تنوير

في جو أكاديمي وثقافي متميز، احتضن مجلس النواب، مساء يوم الأربعاء، حفلاً لتقديم ومناقشة الكتاب الجديد للقيادي الاستقلالي البارز امحمد الخليفة، الذي يحمل عنوان “مسارات في الفكر والسياسة والقانون”، بحضور ثلة من الشخصيات السياسية والفكرية والقانونية.

وقد شكّل هذا اللقاء مناسبة لتسليط الضوء على المسار السياسي والفكري الغني للمؤلف، الذي يُعتبر أحد أبرز رموز حزب الاستقلال ووجهاً من وجوه النضال السياسي والقانوني بالمغرب منذ عقود. كما عرف الحفل مشاركة رئيس مجلس النواب، وعدد من البرلمانيين، وأساتذة جامعيين، ومفكرين، وممثلي المجتمع المدني، إلى جانب إعلاميين ومهتمين بالشأن الثقافي والسياسي الوطني.

الكتاب الجديد للخليفة يوثق لمرحلة حافلة من تاريخ المغرب السياسي والقانوني، من خلال شهادات وتحليلات تعكس عمق تجربته في العمل الحزبي والحكومي، وكذا انخراطه في النقاشات الوطنية الكبرى المرتبطة بالإصلاح والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، ودولة القانون.

وفي كلمته خلال الحفل، أكد امحمد الخليفة أن هذا العمل لا يُعد سيرة ذاتية فقط، بل هو محاولة لقراءة السياق السياسي المغربي من الداخل، بكل ما شهده من تحولات، وتحديات، وتطلعات. وأبرز أن الدافع الأساسي وراء إصدار هذا الكتاب هو الإسهام في توثيق جزء من الذاكرة السياسية الوطنية، وتقديم شهادات حية يمكن أن تكون ذات فائدة للأجيال القادمة.

وقد شهد الحفل مداخلة هامة لرئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي، الذي نوه بمسار امحمد الخليفة قائلاً: “كان له حضوره المتميز، وإسهامه البارز في التراكم السياسي والتشريعي الذي نعتز به اليوم”، مضيفاً أن “لهذا الرجل، شأن عدد من كبار قادة العمل البرلماني في المغرب من مختلف الأسر السياسية والاجتماعية، إسهاماً ملموساً في تطوير النموذج البرلماني المغربي، الذي أضحى اليوم مثار إعجاب في المشهد البرلماني الجهوي والإقليمي والقاري، ويشار إليه في أدبيات العمل البرلماني الدولي من باب الاحترام والاعتراف المرجعي”.

وأكد الطالبي العلمي أن هذا النموذج المغربي لم يكن ليتحقق لولا الروح الوطنية العالية، والالتحام الصادق بين العرش والشعب، والجهود الجبارة لنساء ورجال أدركوا مبكراً أهمية العمل التراكمي والتعاون والحوار والمثابرة، في كل المحطات البرلمانية داخل المغرب وخارجه. وشدد على أن كتاب امحمد الخليفة يُجسد هذا الحرص على التوثيق والنشر وكتابة الذاكرة الوطنية، لما يوفره من مادة أولية لكتابة أو إعادة كتابة تاريخ المغرب، ولما يقدمه من خبرات وعطاءات للأجيال الجديدة.

وأضاف أن “اللقاء يتخطى مجرد كونه مخصصاً لتقديم كتاب، ليصل إلى أبعاد رمزية واحتفالية بصاحبه، وبرصيده ومساره، وذاكرة عطائه في خدمة الصالح العام، لا سيما في العمل البرلماني والقانوني والمؤسساتي”، مشيراً إلى الأبعاد الثقافية والإنسانية التي يجسدها فعل التأليف والتوثيق الذي يتمثل في هذا الكتاب.

وفي مخاطبته لنواب وقيادات حزب الاستقلال، قال الطالبي العلمي: “إنكم تلتفون، في هذه اللحظة، على أحد إخوانكم الذي اقتسمتم معه الطريق والممارسة والروح الأخوية، سواء في حزبكم الوطني الكبير أو في فريقكم البرلماني، وتلاقت خطواتكم في عدة مسارات ومحطات ومناسبات نضالية وإنسانية راسخة”، مشدداً على أن المناسبة تكريم لأحد الشخصيات التي بصمت ذاكرة العمل البرلماني الوطني بالحضور والعطاء وبناء المؤسسات وتعزيز الثقافة السياسية والممارسة الديمقراطية.

وأكد في ختام كلمته أن اللقاء، إضافة إلى كونه احتفاءً بكتاب جديد، فهو تذكير بقيمة الذاكرة الوطنية ودورها في ربط الماضي بالمستقبل، وتعميق الوعي الوطني المغربي الذي دشنته الحركة الوطنية منذ بداياتها الحديثة، في التحام متجذر بين العرش والشعب، والكفاءات الوطنية المتعاقبة.

من جهته، أكد امحمد الخليفة في كلمته أن هذا العمل لا يُعد سيرة ذاتية فقط، بل هو قراءة تحليلية لتاريخ سياسي غني، يعكس تحولات المشهد الوطني، وسعيه لتقديم شهادة صادقة من موقع الفاعل والمسؤول، بهدف توثيق جزء من الذاكرة الوطنية والمساهمة في الحوار الوطني البناء.

وقد أجمعت المداخلات التي أثرت النقاش على أهمية الكتاب في رصد محطات مفصلية من تاريخ المغرب المعاصر، وعلى القيمة الفكرية والسياسية لصاحبه، الذي ظل وفياً لمبادئه وملتزماً بخدمة القضايا الوطنية الكبرى، سواء من موقع المسؤولية أو من موقع المعارضة البناءة.

الكتاب الجديد لامحمد الخليفة ينضاف إلى رصيد مهم من المؤلفات السياسية والفكرية الوطنية، ويعكس روحاً نقدية مسؤولة، ورغبة صادقة في تعزيز النقاش العمومي حول القضايا المصيرية للوطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى