عزيز الحنبلي -تنوير
أعلنت النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بطنجة عن فتح تحقيق مستعجل بخصوص الحريق الكبير الذي اندلع بغابة هوارة التابعة لجماعة اكزناية، والذي أدى إلى خسائر بيئية كبيرة نتيجة احتراق أكثر من 60 هكتارًا من الغطاء الغابوي ، خاصة في الشريط الساحلي المحاذي للطريق الوطنية الرابطة بين طنجة وأصيلة، بعد أن كانت المساحة المتضررة مساء الثلاثاء لا تتجاوز 30 هكتارًا، مما يعكس سرعة انتشار النيران خلال الليل بسبب الرياح والحرارة المفرطة التي تجاوزت 30 درجة.
وأوضح بلاغ صادر عن الوكيل العام للملك بتاريخ 28 ماي 2025، أن التحقيقات الأولية التي باشرتها مصالح الدرك الملكي بتعليمات من النيابة العامة، أسفرت عن توقيف شخص كان قرب موقع اندلاع الحريق، وعُثر بحوزته على محفظة تحتوي على عشر ولاعات، وغليون يُستعمل في تعاطي مخدر الكيف، وسكين صغير.
وقد تم وضع المشتبه فيه تحت الحراسة النظرية لتعميق البحث والكشف عن ملابسات الحادث. وقررت النيابة العامة تقديم ملتمس بفتح تحقيق قضائي معه للاشتباه في تورطه في جرائم “إشعال النار عمدًا في الغابة”، و”استهلاك المخدرات”، و”حيازة سلاح أبيض دون مبرر قانوني”.
وقرر قاضي التحقيق إيداع المتهم بالسجن المحلي طنجة 2، في انتظار استكمال التحقيق.
وأكدت النيابة العامة في ختام بلاغها أنها ستواصل إطلاع الرأي العام على مستجدات التحقيق، احترامًا لمبدأ الشفافية وتطبيقًا للقانون.
في الوقت ذاته، تواصل السلطات المحلية و فرق الإطفاء مجهوداتها المكثفة للسيطرة على الحريق المهول الذي اندلع بغابة هوارة الواقعة بضواحي مدينة طنجة، مستعينة بطائرتين من طراز “كانادير” الكندية المتخصصة في إطفاء الحرائق، في ظل ظروف مناخية صعبة بسبب رياح الشرقي القوية التي تساهم في انتشار ألسنة اللهب بشكل سريع.
وبحسب مصدر مسؤول، فإن الفرق المعنية تواصل عمليات الإخماد لليوم الثالث على التوالي دون توقف، رغم التحديات الكبيرة التي تفرضها الرياح القوية وارتفاع درجات الحرارة.
وشهد سكان القرى المجاورة تصاعد أعمدة دخان كثيفة من الغابة التي تبعد عنهم بنحو 4 كيلومترات، مؤكدين استمرار طلعات جوية لطائرات “كانادير” لمحاولة إخماد الحريق ومنع تمدده.
ويُعد هذا الحريق هو الأول من نوعه هذا العام في شمال المملكة، مما يُنذر بانطلاق مبكر لموسم الحرائق هذه السنة، وسط قلق كبير في صفوف السكان المحليين الذين ما زالوا يتذكرون الحرائق المدمرة التي ضربت المنطقة صيف 2022 وتسببت في خسائر جسيمة بإقليم العرائش.
وتجدر الإشارة إلى أن شمال المغرب، المعروف بكثافته الغابوية، يعتبر من المناطق الأكثر عرضة لاندلاع الحرائق، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وتفاقم التغيرات المناخية، حيث يسجل سنويًا خسائر كبيرة في المساحات الغابوية، تُقدَّر بمئات الهكتارات.