وجهة نظر

محمد بولعيش: من أجل وحدة اليسار (الحلقة الخامسة)

ج- الحركة الطلابية : من بين القضايا ذات الأهمية البالغة لاستمرار اليسار وتجديد دمائه قضية الاتحاد الوطني لطلبة المغرب الذي كان خزانا ومدرسة لتكوين الأطر وشحذهم فكريا ونظريا وميدانيا ليكونوا وقودا فاعلا ومحركا لتطوير اليسار وتقدمه وتقويته تنظيميا.. لهذا تعتبر عودة النقابة الطلابية موحدة إلى الساحة الوطنية بحجمها العددي وانتشارها الجغرافي مهمة حيوية لأحزاب اليسار وفصائله. ولن يشفع وجود بعض الفصائل الطلابية اليسارية هنا أو هناك، والتي تعتبر نفسها ممثلة لأوطم أو تتحدث باسمه على أهمية ذلك، بعدم القيام بمهمة مناقشة الموضوع والبحث عن أسباب واقع أ.و.ط.م وتشرذم فصائله وقلة نجاعته مجتمعيا، وكذا البحث عن سبل إعادة اللحمة إلى الجسد النقابي لتهييء شروط عقد المؤتمر الوطني الثامن عشر وتشغيل المقر المركزي للاتحاد ..
د- الحركة الحقوقية: ما قلته سابقا عن الحركة النقابية يصدق أيضا على الحركة الحقوقية (حركة حقوق الإنسان أساسا)، فهي كذلك عرفت تناسلات لأسباب حزبية سياسية بالدرجة الأولى: جمعيات ومنظمات وعصب وطنية وجهوية تختلف لتأتلف، وتأتلف لتتفرق من جديد، ولم يطرح اليسار على نفسه مهمة التفكير في هذه الوضعية وتدقيق البحث في الأسباب والمسببات والاجتهاد لإيجاد مخارج حقيقية ودائمة لهذه الحالة، وأعتقد أن ذلك ممكن لو أن…
ه- المجتمع المدني: نعرف أن عددا كبيرا من مناضلي اليسار، من كل الأجيال، يشتغلون في جمعيات من المجتمع المدني من مختلف المجالات والاهتمامات، ولعدد هام منها ارتباطات أو علاقات بجمعيات أوربية أو دولية تدعمها وتسندها، وغالبا ماتبقى مسألة التمويل وتدقيق الحسابات سرا من أسرارها، كما هو شأن المركزيات النقابية. ولا شك أن عددا من الجمعيات ذات مصداقية ولها فعالية لا تنكر في خدمة وسطها الاجتماعي، لكن عددا آخر اغتنى منها القائمون عليها بشكل لافت للأنظار.
ولا شك أيضا أن اشتغال عدد كبير من مناضلي اليسار في هذه الجمعيات حكمته أسباب يمكن إيجازها فيما يلي:
* تفشي البطالة في وسط الشباب اليساري فيجدون فيها موردا للرزق بعد أن أعيتهم السبل لإيجاد عمل شريف قار ..
* توفر هذه الجمعيات على موارد مالية متعددة المصادر داخلية وخارجية عبر إقامة شراكات وأنشطة مشتركة، مما يغري عددا من المناضلين باحتراف هذا النشاط واعتباره مهنة مدرة للدخل (والريع كذلك) وتفضيله على العمل السياسي..
* الانتماء الحزبي لدى عدد من أطر هذه الجمعيات يعتبر غطاء لأنشطتهم ودرعا واقيا لهم إن اشتد الحَر..
أعتقد أن من واجب مناضلي اليسار وقياداته البحث في هذه المسألة أيضا حتى يستجلوا الأمور ويجدوا لها مخرجا مشرفا يحفظ للمناضلين كرامتهم ولليسار نقاءه ونظافة اليد..
(يتبع)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى