وجهة نظر

عندما تبادل الجولاني القصف مع نتنياهو دون أن يعلم أحد-إدريس عدار

*سمسار أمريكي ينقل تصريحات عبر “المجلة اليهودية” منسوبة للجولاني
*رئيس الأمر الواقع بدمشق يرى في ترامب منقذا للمنطقة
*الجولاني: لدينا مع إسرائيل أعداء مشتركين
///////////////////
بدأ جوناثان باس، رجل الأعمال الأمريكي، مقاله عن الجولاني في “المجلة اليهودية” بلغة “السماسرة”، إذا بدأه بمغالطة كبيرة.
قال “في قلب دمشق، تلك المدينة التي صمدت أمام الحصار والحزن والظلام والزمن، التقيتُ بالرئيس السوري المنتخب حديثًا، أحمد الشرع”.
الجولاني ليس رئيسا منتخبا بأي معيار من المعايير المعروفة. لم ينتخبه الشعب كما هو معروف، ولم تنتخبه جمعية منتخبة أو جمعية تأسيسية، وإنما تم اختياره من قبل الفصائل المشاركة معه في حكومة دمشق، أي الذي اختاره هو هيئة تحرير الشام التي يعتبر أميرها. وهل ينتخب الأمير؟
الجولاني فرض نفسه رئيسا على سوريا لمدة خمس سنوات، وفرض أيضا إعلانا دستوريا، ترفع عنه المحاسبة في أي وقت من الأوقات.
باس، الرئيس التنفيذي لشركة “أرغنت” للغاز الطبيعي، عندما التقى الجولاني عرض عليه خطة لتطوير قطاع الطاقة السوري بمساعدة شركات غربية وإنشاء شركة نفط سورية يمكن إدراجها في الأسواق الأميركية. وقد رحب الجولاني بالخطة.
ونسبت الأندبندت إلى مصادرها أن الجولاني نقل رسالة عبر رجل الأعمال الأميركي برغبته في لقاء ترامب لعرض رؤيته لإعادة الإعمار، وتشابه هذه الرؤية “خطة مارشال”، في مسعاها لإعطاء الأولوية إلى الشركات الأميركية والغربية، على حساب الصين وقوى أخرى تتنافس على النفوذ في البلاد.
نقل باس عن الجولاني قوله “اقترح إنشاء وزارة مُخصصة لمعالجة مصير المفقودين والقتلى”. وللكشف عن حقيقة المقابر الجماعية في سوريا، يُدرك ضرورة الشراكة مع الولايات المتحدة لتوفير تقنيات ومعدات الطب الشرعي، بدءًا من إنشاء قواعد بيانات الحمض النووي وصولًا إلى ضمان تعاون المسؤولين عن الفظائع الماضية.
في كل نفس يتنفسه الجولاني حاضرة الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف الجولاني فيما نقله باس “نحن ندعو جميع الأصوات إلى طاولة الحوار، العلمانية والدينية والقبلية والأكاديمية والريفية والحضرية، وعلى الدولة أن تستمع الآن أكثر مما تأمر”.
هذا الخطاب رفعه منذ اليوم الأول، لكن الأفعال جاءت عكس ما ينتظره الجميع، فبدل أن تخضع المرحلة الانتقالية للقرارات الأممية، أي ألا تتعدى المرحلة الانتقالية 18 شهرا، أصبحت المرحلة الانتقالية خمس سنوات.
الجولاني لم يشرك أحدا في حكمه وإنما اكتفى بنقل حكومة إدلب إلى دمشق ومن بين 23 وزيرا اختار 19 من هيئة تحرير الشام. كما اتخذ العديد من القرارات والتعيينات قبل أية مؤسسة، ناهيك عن اعتقال آلاف السوريين (بدعوى فلول) ولم تتأسس إلى يوم الناس هذا محاكم، ناهيك عن مجازر الساحل والجنوب.
قال جوناثان باس :عندما سألتُ الرئيس عما يحتاجه السوريون الآن، أجاب دون تردد: الكرامة من خلال العمل. السلام من خلال الهدف.”
أشار باس إلى أنه “في أحد أكثر أجزاء حديثنا حساسية، تناول الشرع علاقة سوريا المستقبلية بإسرائيل، وهو موضوع يطارد المنطقة منذ عام 1948، ويتفاقم مع كل غارة جوية، وعملية سرية، واتهام بالحرب بالوكالة”.
المقال، الذي لم يكذبه الجولاني، نقل عنه “أريد أن أكون واضحا. يجب أن ينتهي عصر القصف المتبادل الذي لا ينتهي. لا تزدهر أي دولة عندما يملأ الخوف سماءها. الحقيقة هي أن لدينا أعداء مشتركين، ويمكننا أن نلعب دورا رئيسيا في الأمن الإقليمي”.
الجولاني أعرب عن رغبته في العودة إلى اتفاقية وقف إطلاق النار لسنة 1974. ويسعى زعيم تنظيم القاعدة بسوريا سابقا، المطلوب أمريكيا، إلى الجلوس مع ترامب، وهي مبادرته الديبلوماسية الجريئة بتعبير “السمسار” الأمريكي.
متى تبادل الجولاني القصف مع نتنياهو؟
الجولاني قال عن ترامب “مهما كانت الصورة التي يرسمها الإعلام له، أراه رجل سلام. لقد تعرضنا نحن الاثنين لهجوم من نفس العدو”. مضيفا “إذا كانت هناك إمكانية لتوافق يُسهم في تحقيق الاستقرار في المنطقة، والأمن للولايات المتحدة وحلفائها، فأنا مستعدٌّ لإجراء هذا الحوار. إنه الرجل الوحيد القادر على إصلاح هذه المنطقة، وجمع شملنا، خطوة بخطوة”.
صلاح الدين الشام يرى في قيصر الروم المنقذ من الضلال وبعدما كانت عينه على القدس أصبحت رغبته هي البقاء في القصر الجمهوري.
وفي رسالة ثاوية خلف كلماته أقر الجولاني بأن القوى الأجنبية، الصين، وروسيا، وإيران، وتركيا، والإمارات، وقطر، والولايات المتحدة، ستواصل التأثير على مسار سوريا.
وبعدما وضع جميع هذه القوى في مستوى واحد قال “سنكون دولة تحكم بالشرعية، لا بالسيطرة فحسب. نريد من الولايات المتحدة أن تتعاون معنا، في الحوكمة، وفي مكافحة الفساد، وفي بناء مؤسسات قائمة على النزاهة والصدق”.
لماذا الولايات المتحدة الأمريكية وليس غيرها، وهناك دول كبرى وقوى عظمى قادرة على التعاون مع النظام الجديد ولكن هو يطلب ممن كان في مسيرته منذ البداية حسب الروايات التي وردت في هذا السياق، وكان آخرها اعترافات روبرت فورد، المبعوث الأمريكي السابق لسوريا، الذي قال إنه درب الجولاني، واعترف سعيد الشيباني، وزير خارجية الهيئة، أنه زارهم للتعرف على تجربتهم الثورية. ولا نعرف أين سيطبقها؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى