وجهة نظر

سلسلة : اثر وساحات ” مقال ظلال السيد ” الجزء الاول-بقلم *عبد الله انحاس

"

 باستشهاده مساء يوم الجمعة 27 ايلول 2024 عقب قصف عدواني وحشي على الضاحية الجنوبية لبيروت بعشرات الاطنان من القنابل، يكون محور المقاومة قد فجع برحيل امامه المقاتل، وقائده الشهيد الاكبر العابر للطوائف، المتجاوز للتشرنق القطري والجغرافيا السياسية اللبنانية.
باستشهاده ايضا يكون حزب الله مربع المقاومات العربية قد فقد احد ابرز وانصع ايقوناته الثورية الاستثنائية التي ندر مثيلها في تاريخ ومسار حركة التحرر الوطني العربية بكافة توجهاتها ومرجعياتها. برحيله، تكون فلسطين بمقاومتها الباسلة وصمود شعبها الاسطوري والاعجازي قد فقدت نصيرها وظهيرها الأكبر السيد حسن نصر الله الذي اجتمعت في شخصه الحكمة والتخطيط والعقل السياسي الاستراتيجي و الارادة التاريخية المقاتلة.
بوسع القارئ لسياقات الزمن السياسي الذاتي لحزب الله ولادائه القتالي منذ بداياته التأسيسية عام 1982 التي تلت ميلاد جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية عام 1978 بحسبانها الحراثه الموضوعية بين الحزب الشيوعي اللبناني ومنظمة العمل الشيوعي اللبناني إضافة لأفواج المقاومة الإسلامية.
لقد شكلت العملية العسكرية الكبرى ضد مقر الحاكم العسكري الاسرائيلي ابان اجتياح العصابات الصهيونية بيروت اولى ضربات حزب الله القاصمة لظهر العدو والتي لم يعترف بها الا بعد مرور 40 عاما مقدمة الانجازات النوعية المهمة التي افصحت عن الهوية القتالية الجديدة، وأحد العناوين التي جسدت قيمة قتالية مضافة لجبهة المقاومة.
لكن هذه المرة بطبيعة تمايزت عن حركة امل لقد كان للحزب بعد اغتيال امينه العام السابق عباس موسوي عام 1996 الدور الابرز واليد الطولى في اطلاق حرب استنزاف على أرضية حرب العصابات ضد العدو الصهيوني، ادت في المطاف الاخير الى انجاز التحرير سنه 2000 مثلما راكم من اسباب القوة والمنعه ما جعله يحقق انجازا عسكريا رائدا وغير مسبوق في تاريخ ما عرف بالصراع العربي الاسرائيلي عام 2006، والذي بموجبه سقط مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي بشرت به جونداليزا رايس .
لقد اطلق السيد في حياته الى جانب رفاقه في السلاح والمقاومة امثال الشهداء هنية والقائد المقاتل يحيى السنوار محمد الضيف ومروان عيسى مهندسوا 7 اكتوبر باعتباره العبور الثاني، وكذا انصار الله والمقاومة العراقية فيتنامات عدة اولها مركزية والاخريات فرعية وهو ما اعتبر جبهات اسناد، اذ اجترحوا ملاحم عظيمة في الصمود الاسطوري والقتال الاشرس، حيث تفوقوا على تواريخهم، وعلى تاريخ بعض المقاومات الاممية خاصة في امريكا الجنوبية وافريقيا التي سجلت جملة من المنازلات القوية في مواجهة وحشية الانظمة الفاشية والديكتاتورية.

بقلم عبد الله انحاس
* باحث في العلوم الاجتماعية والسياسية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى