وجهة نظر

على سبيل تفاعل منتج مع الصحافي و الباحث رشيد العشعاشي..-محمد صلحيوي

 إستمعت،وبتركيز كبير، لمداخلة رشيد العشعاشي، ضمن برنامجه ،والتي شكلت الجزء الثاني من  حديثه في موضوع اليسار المغربي.
فمع مساحة وافية من الإتفاق مع رشيد العشعاشي،فإن وجود مساحةلتفاعل منتج لرؤية أكثر وضوحاَ وبشمولية أكبر،واردة. والتفاعل     هنا مرتبط بالقضايا المتعلقة بالحزب الاشتراكي الموحد، تاريخاَ ومرجعية أطروحته الراهنة.
وسيكون التفاعل عبر النقط التالية:
1-من المؤكد أن لأحزاب اليسار المغربي،تاريخ كفاحي عريق؛ ولكي تتضح طبيعة النشأة والتبلور للحزب الإشتراكي ألموحد،لابد من استحضار مايلي:
خاصيتان أساسيتان ميزتا ولادة الحزب الإشتراكي ألموحد،كتيار ضمن اليسار الجديد:
الأولى:تبنيه للإشتراكية والماركسية،إنطلاقاَ من القراءة المشرقية، وليس من القراءة الأوروبية، ذلك، بخلاف تيارات إشتراكية مغربية آخرى، والعائد إلى نقاشات وسجالات وجدالات تلك المرحلة التأسيسية، سيقف  على حضور المفكرين والمثقفين المشارقة في طروحات تيار منظمة 23مارس.
الخاصية الثانية،هي، الإنفتاح على تجارب متعددة عالميا، إذ،
شكلت ظرفية 1965- 1975،ظرفية ولادة التجربة النظرية والعملية والكفاحية للحزب  الإشتراكي ألموحد ضمن ما سمي باليسار الجديد؛
نعرف أن جواب المناضلين المؤسسين كان إيديولوجياَ ،”الجواب الماركسي  على إنتفاضة 23مارس 1965، ولأن إشتراكية التيار،لم تكن دغمائية في تبني خطاطة الماركسية-اللينينية،فقد كان الجواب منفتحاَومواكباَ لحركة ماي  1968بفرنسا،ولربيع  تشيكوسلافيا سابقاَ والثورة الثقافية الصينية، والثورة الفيتنامية، إضافة لهزيمة 1967.
فصاغوا شعار:”إفلاس الإصلاحية” وأسسوا منظمة 23مارس اسيتيعاباَ لدرس الإنتفاضة.
2-كانت الفقرة السابقة ضرورية، لثلاث دواعي نظرية:
العلنية-والإستقلالية-والجرأة الفكرية.
لنلاحظ هذا التمفصل الذكي،مابين المعطى الإجتماعي 1965،والمعطى الوطني 1975,ومعطى الوطنية المغربية المتمثل في تسمية الجريدة المركزية للتنظيم باسم “انوال” وهي التسمية الحاملة لموقف ورؤية٠
3-إن تأكيد رشيد العشعاشي على الطبيعة اليسارية للحزب الإشتراكي ألموحد،أمر صحيح، مع التدقيق التالي: لقد بلور الحزب مفهوما شاملاَ للعدالة،إذ صاغها كالتالي :العدالة الاجتماعية و الجهوية والمناطقية وذلك إنطلاقاَ من الفوارق الأربعة :الإجتماعية والنوعية والبيئية والمناطقية ،وهو الأمر الذي يفرض الإطلاع على الوثيقة التوجيهية للمؤتمر الوطني الخامس.
لما سبق ،فإن التذكير بجوهر منظومة القيم التي صادق عليها المؤتمر :(عقد الحزب الاشتراكي الموحد مؤتمره الوطني الخامس أيام 20-21 -22 أكتوبر 2023 بالمركب الدولي ببوزنيقة.) تحت شعار” نضالنا اليساري من أجل الشعب والوطن والديمقراطية” وهو الشعار الذي نحتناه انطلاقا من مرجعيتنا  اليسارية، وخطنا النضالي الشعبي، واختياراتنا  الفكرية والسياسية التي بلورتها أطروحتنا التوجيهية المصادق عليها داخل المؤتمر الوطني الخامس وبأغلبية ساحقة. وهي المؤطرة لمبادراتنا الحزبية ومواقفه في المرحلة القادمة.[……] وفي مقدمتها الأطروحة التوجيهية المعنونة “السيادة الشعبية” التي أطرت الرؤية المستقبلية للحزب من أجل بناء جبهة شعبية للنضال وازنة وضاغطة، منخرطة في الحراكات الاجتماعية أطروحة بمنطلقات التعاقد الجديد بين الدولة و المجتمع، وتجديد مقولة الوطنية المغربية لتصبح حاضنة وجامعة لكل بنات وأبناءالوطن بتنوعه الثقافي وبكل أرصدته التاريخية وبكل رموزه،والعدالة الاجتماعية والجهوية والمناطقية،ومصالحة تاريخية مع الريف ومع كل الجهات المهمشة،وبالعبور للديموقرتطية،مدخله الاساس:إنفتاح سياسي تأسيسي يرسخ حرية التعبير وانتخابات نزيهة، ومحاربة الفساد، والإندراج في حركة يسارية شعبية وبديلة،وبناء فضاء مغاربي و الانخراط في النضال من أجل عولمة بديلة.
4-إن التذكير بأطوروحة المؤتمر،أساسي هنا، فمن جهة، لإقامة الدليل والحجة على ارتباط الحزب بواقعه الوطني، ومن جهة ثانية،إثارة الإنتباه للتبني الواضح للحركة الإجتماعية كأساس لوطن الغد تراباَ وإنساناً كما قالت الدكتورة نبيلة منيب، ومن جهة ثالثة إنفتاح التاريخي للحزب على الحركات المواطنة، خصوصاً تجربة أمريكا اللاتينية، ومع معطى  “لاهوت التحرير”.
والخلاصة هنا، هي انفتاح الحزب على كل التجارب، شرقاَ وغرباَ، وتجربة فرنسا الأبية ليست سوى تجربة ضمن تجارب متعددة، والمرجع الأساس هو الواقع المغربي، والإرتباط المنفرد للحزب الإشتراكي ألموحد مع الحراك الشعبي المغربي، و ضمنه حركة 20 فبراير و خصوصاً الحراك الشعبي بالريف، الإرتباط الذي كان أساس ومنطلق أطروحة المؤتمر الوطني الخامس.
5-ولأن مساهمة رشيد العشاشي الفكرية، تتموقع في قلب خطوة الحوار الوطني من أجل وطن الغد، والتي يجب أن يشكّل لحظة حوار للقوى الديمقراطية و اليسارية و المدنية لتحديد موقعنا في الفضاءات:
الوطنية والمغاربية و العربية الشرق أوسطية و الإفريقية و الأوروبية و الدولية..
مع تحديد المضمون التجديدي لثقافتنا السياسية الوطنية الحداثية
و ما هي المضامين التي تعبّر عنها و تحملها و تحيل عليها مقولة الوطنية المتجددة؟
و نطرح الحوار لتبادل  الرأي في مواضيع أساسية على رأسها:
أي تعاقد جديد بين الدولة و المجتمع؟
أي سبل لتجديد الوطنية المغربية؟
أي مسار لتمنيع الوطن إنسانا و تراباَ؟٠
إن المأثرة الكبرى لنداء الحوار الوطني مغربي – مغربي، أنها تتيح وتحفز النخب الثقافية والفكرية والميدانية التي تقول عن نفسها انها ديموقراطية وحداثية ومواطناتية على جعل مستقبل الوطن أم الأولويات والمهام.
6-أما مسألة الحريات، فلا أعتقد أن هناك جهة وضعت حرية معتقلي الحراك الشعبي بالريف وكل المعتقلين السياسيين والصحافيين والمدونين وطي صفحة الإنتهاكات لحقوق الإنسان ومباشرة المصالحة التاريخية مع كل الجهات والمناطق المهمشة،كما تبناها الحزب،أما إذا كان المقصود بالحريات الفردية والأقليات كما تطرح في الغرب، فهذا موضوع آخر…..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى