عزيز الحنبلي -تنوير
نيس – تشارك صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، ممثلةً لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في أشغال مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات، الذي انطلق اليوم الإثنين بمدينة نيس الفرنسية.
ويعرف هذا المؤتمر، المنظم بشكل مشترك بين فرنسا وكوستاريكا، والممتد إلى غاية يوم الجمعة، مشاركة أزيد من 50 رئيس دولة وحكومة، إضافة إلى أكثر من 1500 مندوب يمثلون حوالي 200 دولة.
وقد تميزت الجلسة الافتتاحية بإلقاء كلمات افتتاحية لكل من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس كوستاريكا رودريغو تشافيس روبلس.
ويُعقد هذا المؤتمر تحت شعار: “تسريع العمل وتعبئة الجميع من أجل حماية المحيطات واستغلالها بشكل مستدام”، حيث سيتم التطرق إلى مجموعة من القضايا المهمة، من بينها الصيد المستدام، والتلوث البحري، والعلاقة بين المناخ والتنوع البيولوجي.
وفي هذا السياق، نوه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال الجلسة الافتتاحية لقمة “إفريقيا من أجل المحيط”، التي ترأسها إلى جانب صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، بالالتزام “القوي والواضح” لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل تطوير اقتصاد أزرق في إفريقيا.
وأعرب السيد ماكرون عن شكره للمملكة المغربية على تنظيم هذه القمة وإشراك فرنسا في هذه المبادرة، التي تُعنى بقضايا استراتيجية تهم القارة الإفريقية والعالم أجمع، مشيدًا بريادة المغرب في إفريقيا تحت قيادة جلالة الملك، والتي تجسدت في الجهود المتواصلة في مجال حكامة المحيطات، ومحاربة التلوث البلاستيكي، وتعزيز التعاون الإقليمي، مما يجعل من هذه الجهود نموذجًا يُحتذى به على الصعيد القاري.
كما أشاد الرئيس الفرنسي بالمضامين الوازنة للرسالة الملكية السامية التي وجهها صاحب الجلالة إلى المشاركين في القمة، والتي تلتها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء.
وأكد ماكرون أن “كلمات جلالة الملك كانت قوية وواضحة بشأن الاستراتيجية الواجب اعتمادها، وهي استراتيجية نُشاطرها جميعًا”.
وفي هذا الإطار، سلط الرئيس الفرنسي الضوء على “المبادرة الأطلسية” التي أطلقها جلالة الملك، والتي تهدف إلى تمكين الدول الإفريقية غير الساحلية من الولوج إلى المحيط، معتبرا أنها تجسد رؤية استراتيجية متبصرة.
وأضاف بأن جلالة الملك كان قد أطلق منذ عشرين سنة مشروع ميناء طنجة المتوسط، الذي أصبح اليوم أكبر ميناء في منطقة البحر الأبيض المتوسط، كما أشار إلى انطلاق أشغال ميناء الداخلة السنة المقبلة، والذي من شأنه أن يفتح آفاقًا جديدة للمحيط الأطلسي، ويُكرّس إرادة المغرب في تمكين القارة الإفريقية بأكملها من الاستفادة من الفضاء البحري والانفتاح عليه.
وختم الرئيس الفرنسي كلمته بالتأكيد على أن “انعقاد هذه القمة برعاية مشتركة بين المغرب وفرنسا ليس أمرًا اعتباطيًا، بل يعكس عمق الحوار التاريخي بين البلدين، والإرادة المشتركة في رسم مسار موحد نحو عالم أكثر التزامًا بالمبادئ الأساسية”.
وتندرج قمة “إفريقيا من أجل المحيط”، التي تنعقد في إطار مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات (نيس 2025)، ضمن النقاشات الجارية حول الفرص التنموية التي تتيحها الموارد البحرية للقارة الإفريقية، مع التركيز على حكامة مسؤولة ومستدامة للمجالات البحرية.
وقد تناولت القمة عدة محاور رئيسية، منها البحث عن تمويلات لإحداث بنية تحتية حديثة وقادرة على الصمود، وتعزيز حكامة المحيطات، وتدبير الثروات السمكية، بالإضافة إلى تعزيز الربط بين الدول الساحلية والدول غير الساحلية.
زر الذهاب إلى الأعلى