عزيز الحنبلي -تنوير
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فجر اليوم الجمعة، أن إسرائيل تمر بلحظة مفصلية في تاريخها مع انطلاق عملية “شعب كالأسد”، التي تهدف – بحسب قوله – إلى إحباط المشروع النووي الإيراني ومنع طهران من امتلاك سلاح نووي.
وفي مقطع مصوّر نشره بعد حوالي ساعة من بدء العملية، أوضح نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي شنّ هجوماً واسع النطاق استهدف “عدداً كبيراً من المواقع داخل إيران”، مشيراً إلى أن الأهداف شملت منشآت نووية وبنية تحتية عسكرية، إضافة إلى مصانع صواريخ باليستية.
وقال نتنياهو: “إن هذه العملية غير المسبوقة تهدف إلى تقويض القدرات العسكرية الإيرانية، وسنواصلها ما دامت الحاجة قائمة، حتى نحقق أهدافنا بالكامل ونبعد هذا الخطر الوجودي عن دولتنا”. وأكد استعداد إسرائيل لأي رد محتمل من جانب إيران، قائلاً: “نعلم أن إيران ما زالت تملك قدرات كبيرة لإلحاق الأذى بنا، ونحن مستعدون تماماً لمواجهتها”.
ودعا نتنياهو المواطنين الإسرائيليين إلى التحلي بالصبر والصمود، في ظل احتمال استمرار التصعيد لعدة أيام، وقال: “أطلب منكم التعاون الكامل في الساعات والأيام المقبلة. قوتنا في وحدتنا وتماسكنا الداخلي”.
واستعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي خلفيات الهجوم، مشيراً إلى أن التهديد الإيراني كان حاضراً باستمرار خلال سنوات ولايته، مضيفاً أن الخطوات التي اتخذتها إسرائيل سابقاً نجحت في تأخير البرنامج النووي الإيراني لعقد من الزمن، لكنها لم توقفه.
وأوضح أن إيران قامت مؤخراً بتخصيب اليورانيوم بنسبة تتيح لها تصنيع تسع قنابل نووية، كما اتخذت خطوات متقدمة في مجال التسليح النووي، وهي خطوات – بحسب قوله – غير مسبوقة وتقربها من امتلاك السلاح النووي خلال فترة قصيرة.
وتابع نتنياهو أن إيران تعمل على بناء ترسانة من الصواريخ الباليستية القادرة على ضرب أهداف داخل إسرائيل خلال دقائق، مشيراً إلى أن طهران كانت تخطط لإنتاج 10 آلاف صاروخ من هذا النوع خلال ثلاث سنوات فقط. “هذا أمر لا يمكن لدولة صغيرة مثل إسرائيل تحمله”، على حد قوله.
كما جدّد اتهاماته لإيران بدعم وتمويل فصائل مسلحة في المنطقة، مثل حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وحركة حماس في قطاع غزة، معتبراً أن ذلك يشكل تهديداً استراتيجياً للأمن القومي الإسرائيلي.
وفي أعقاب بدء العملية، أعلنت إسرائيل حالة الطوارئ القصوى في عموم البلاد، وأصدرت الجبهة الداخلية تعليمات بوقف جميع الأنشطة العامة، كما تم إخلاء مطار بن غوريون بالكامل وإغلاق المجال الجوي حتى إشعار آخر.
من جهة أخرى، أعلنت وسائل إعلام إيرانية رسمية عن اغتيال عدد من الشخصيات العسكرية والعلمية البارزة خلال الهجوم، من بينهم القائد العام للحرس الثوري حسين سلامي، والعالمان النوويان فريدون عباسي ومحمد مهدي طرهنجي، وقائد مقر خاتم الأنبياء اللواء غلام علي رشيد.
ولا تزال الأوضاع تتجه نحو مزيد من التصعيد، في وقت يترقب فيه العالم ردّ إيران وخياراتها للرد على الضربة التي تعد الأخطر منذ عقود.