محمد جرو/الطنطان/تنوير:
*تكتيك حربي وتكتيك مدروس..
من “انهض واقتل أولاً” إلى طهران
منذ تأسيسه، تبنّى جهاز الموساد عقيدة الاغتيال الاستباقي المستمدة من المقولة التلمودية “إذا جاء شخص لقتلك، فانهض واقتله أولاً”، وهي العقيدة التي تحوّلت إلى مبدأ تنفيذي محوري، خاصة منذ تولي مئير داغان رئاسة الجهاز عام 2002، حيث أطلق يد الجهاز في تنفيذ عمليات نوعية ضد البرنامج النووي الإيراني، ومعها كل ما يُشكل “تهديداً وجودياً” لإسرائيل.
فقدأنشأ جهاز الموساد قاعدة سرية للطائرات المسيّرة المتفجّرة داخل إيران قبل أسابيع من العملية، حيث استُخدمت لاحقاً لضرب منصات صواريخ أرض-أرض.
هذه الفرق قامت بجمع بيانات استخباراتية ميدانية عن مواقع منظومات الدفاع الجوي، الرادارات، ومراكز القيادة والسيطرة، وتم تحديد الأهداف بدقة.
ومع بدء العملية، استُخدمت طائرات انتحارية مضادة للإشعاع وصواريخ موجهة عالية الدقة لتعطيل شبكة الدفاع الجوي الإيرانية بالكامل في دقيقة الصفر، ما مهّد الطريق للضربة الجوية.
هذا السيناريو المتطور يُعيدنا إلى تكتيك مغربي مشابه خلال حرب الصحراء في الثمانينات، حين واجهت القوات المسلحة الملكية تهديد منظومات سام-6 السوفياتية، التي زوّدت بها جبهة البوليساريو من قبل داعميها. آنذاك، نجحت هذه المنظومات في إسقاط عدة مقاتلات وطائرات مغربية، مما استوجب رداً عملياتياً غير تقليدي.
المغرب شكّل وحدة نخبوية متخصصة: اللواء الثاني للمظليين، المجهز بمنظومات قفز تكتيكي
والتي تسمح بإسقاط العناصر من ارتفاعات شاهقة (أكثر من 10,000 متر) لتفادي الرصد الراداري، والتنقل مسافات طويلة شراعيًا نحو الهدف دون اكتشاف.
تم تزويد هذه الفرقة بمعدات خفيفة، أجهزة رؤية ليلية، أنظمة اتصالات مؤمنة، وخرائط رقمية محمّلة مسبقًا، لتنفيذ عمليات عميقة خلف خطوط العدو. هدفهم:تحديد وتدمير منصات الدفاع الجوي، محطات الرادار، ومراكز الاتصال، ثم الانسحاب بعد إتمام المهمة دون ترك أثر.
كانت هذه العمليات تستغرق أحيانًا أسابيع، لكنها أظهرت فاعلية خارقة، ووصفتها جبهة البوليساريو لاحقًا بـحرب الجن بسبب عدم قدرتهم على تعقب أو صد هذه الوحدات.
وضربة الجمعة الإسرائيلية ليست الأولى نحو إيران ،بإسناد إستخباراتي للموساد ،فتاريخ الدولة العبرية موسوم باغتيالات لكبار العلماء الايرانيين ،المرتبطين بالملف النووي اغتيالات تستهدف النخبة النووية والعسكرية
الهجوم الإسرائيلي أسفر عن مقتل عدد من كبار القادة الإيرانيين، بينهم رئيس هيئة الأركان اللواء محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، وقائد قوة “خاتم الأنبياء” اللواء غلام علي رشيد، بحسب ما بثه التلفزيون الإيراني. كما نقلت وسائل إعلام إيرانية ما وصفتها بالتقارير غير المؤكدة عن إصابة علي شمخاني مستشار المرشد الإيراني في الهجوم الإسرائيلي ونقله للمستشفى في حالة حرجة.
وبالعودة لعملية “الأسد الصاعد”،في علاقته بحرب الصحراء المغربية ضد جبهة البوليساريو،الردع الحقيقي لم يعد بالدبابات أو الطائرات فقط، بل بـالاختراق الاستخباراتي، العمل الخاص، والتكنولوجيا الدقيقة.
الموساد في إيران ليسوا مجرد عملاء بل جيش ظلّ محترف، مجهز بدرونات انتحارية، راجمات موجهة، وصواريخ سبايك م/د تُطلق من على بعد أمتار من الهدف.
الرد الايراني كان قويا ،إذ لم تعد لها خيارات أخرى ، وقالت وسائل الإعلام الإيرانية إن إيران إطلقت حوالي 800 مسيّرة وصاروخ كروز نحو إسرائيل، مشيرة إلى أن العملية الإيراني أطلق عليها مسمى “عملية الوعد الصادق 3”.
في تل أبيب، أعلن الجيش الإسرائيلي أن إيران أطلقت أكثر من 200 مسيّرة باتجاه إسرائيل الجمعة، وأن قواته تعمل على اعتراضها واسقاطها بعد موجة ضربات إسرائيلية غير مسبوقة على أراضي الجمهورية الإيرانية،تعدت ست المتوقع داخل الكيان العبري الذي ارتعشت فرائصه ونقلت القنوات الصهيونية مشاهد لدمار بقلب تل أبيب وبلدة فلسطينية في الجليل الاعلى أصبحت مستوطنة يهودية ،والوضع أصبح مرشح للتصعيد بدخول أطراف مشاركة من الجانبين ،الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب الطرح الصهيوني وروسيا التي عرضت “وساطة”على نتنياهو…
الخلاصة من كل هذا يتجلى في “النتيجة واحدة حين تُسيطر على المعلومة… تُسيطر على الحرب”.