من بين الفقرات المميزة لبرنامج المهرجان الدولي للفيلم الكوميدي بالرباط، في نسخته السادسة من 13 إلى 17 يونيو 2025، ورشته الصباحية (من 14 إلى 16 يونيو الجاري) المخصصة لكتابة سيناريو الفيلم الكوميدي. فقد حضرت حصتها الأولى صباح السبت 14 يونيو 2025 بمركز المنصور للشباب وأعجبت بالطريقة التي يسير بها أشغالها مؤطرها ومنسقها الصديق شاكر أشهبار، مخرج الفيلم الروائي الطويل “شاطىء الشوق” (2024) ومدير مهرجان الرباط – كوميدي، وهي طريقة تفاعلية يطرح من خلالها المؤطر أسئلة بالتدريج ويستمع لأجوبة المشاركين ويتم النقاش وتبادل الرؤى والأفكار والمعلومات بين الجميع بطريقة سلسة. وغالبا ما يطلب الأستاذ شاكر من المشاركين في الورشة، التي يلتحق بها في كل حصة، إلى جانب الأعضاء الثابتين، وافدون جدد من ضيوف المهرجان (مخرجون/هواة/فنانون/جمعويون/مهتمون…) الإنطلاق من لقطات أو مشاهد محددة من أفلام شاهدوها وأضحكتهم أكثر من غيرها، غايته من ذلك تجنب العموميات ومحاولة القبض على أسلوب الكتابة الكوميدية أو التشخيص الكوميدي الذي يميز كل مبدع في هذا المجال عن غيره من المبدعين الآخرين. فطريقة شارلي شابلن في الإضحاك، مثلا، ليست هي طريقة وودي آلان أو إسماعيل ياسين أو البشير السكيرج أو غيرهم. وحسب الأستاذ شاكر لا يحقق الفيلم الكوميدي غايته في الإضحاك إلا إذا كانت كتابته السيناريستية مفكرا فيها قبليا، وتخلو من الرقابة الذاتية، ونابعة من المعاناة، ولها ارتباط بواقع الناس.
تختلف التصورات من كاتب لآخر ومن مشخص لآخر، لكن الشخصيات التي ترسم وتكتب لأبطال الأفلام الكوميدية ينبغي أن تكون في حالة معاناة ظاهرة أو ضمنية، فكلما شاهدنا معاناتها على الشاشة ازداد ضحكنا. من بين الأمور التي تم التركيز عليها بعد الحصة الأولى كيفية بناء الشخصيات في السيناريو الكوميدي.
من الرباط: أحمد سيجلماسي
