اخبار جهوية

نقابة المتصرفين التربويين تحمّل وزارة التربية مسؤولية أزمة القطاع وتلوّح بالتصعيد

الرباط – جريدة تنوير بقلم:حميد قاسمي

في سياق تصاعد التوتر داخل قطاع التربية الوطنية، توصلت جريدة تنوير بنسخة من بيان صادر عن المكتب الوطني لنقابة المتصرفين التربويين، بتاريخ 18 يونيو 2025، عبّر من خلاله عن قلقه البالغ مما وصفه بتدهور غير مسبوق في أوضاع المنظومة التربوية، محمّلًا وزارة التربية الوطنية، وعلى رأسها الوزير المسؤول، تبعات الأزمة المتفاقمة التي تهدد الدخول المدرسي المقبل.

وأكد البيان أن اختلالات خطيرة تمس جوهر العملية التربوية، نتيجة سياسات الارتجال والتهميش التي تنتهجها الوزارة، قد أدت إلى ضياع حقوق الشغيلة التعليمية، وخلخلة الثقة داخل المؤسسات، وانهيار مرتكزات مشاريع الإصلاح الكبرى، وفي مقدمتها مشروع مؤسسة الريادة.

كما أدانت النقابة بشدة ما وصفته بإقصائها الممنهج من مشاورات النظام الأساسي الجديد، واعتبرت أن ذلك يشكل تنكرًا واضحًا لمبدأ الشراكة والتفاوض الجاد، وخرقًا صريحًا للمقاربات التشاركية التي نصت عليها الوثائق المرجعية للإصلاح، معتبرة أن ما يجري يعكس غياب إرادة سياسية حقيقية للإنصات لصوت الفاعلين التربويين في الميدان.

وأكدت النقابة في بيانها أن المتصرفين التربويين عبر ربوع الوطن قد أبانوا عن انخراط قوي ومسؤول في مختلف الأشكال النضالية، دفاعًا عن كرامتهم وحقوقهم، مشيدة بنجاح تلك الخطوات وارتباك الوزارة في تنزيل مشاريعها.

كما عبّر البيان عن استياء عارم تجاه الصمت المقلق للوزير الوصي، محذرًا من تفاقم الأزمة، ومنددًا بما أسماه حملات التضييق الممنهجة على العمل النقابي في عدة مديريات إقليمية، من قبيل سيدي سليمان، صفرو، فاس، سيدي قاسم، الحوز، إفران، الخميسات، وزان، الرشيدية، تاونات، الناظور، الصويرة، والفقيه بن صالح.

وفي هذا الصدد، حذرت النقابة من مغبة العودة إلى أساليب التحكم والوصاية داخل القطاع، وتوظيف الشعارات الكبرى لتكريس مصالح ضيقة تتعارض مع المبادئ الدستورية والتوصيات الرسمية للمجالس والمؤسسات العليا، منبّهة إلى أن مثل هذه الانزلاقات تهدد فرص الإصلاح الحقيقي.

وأكد البيان على استمرار النقابة في مقاطعة مشروع المؤسسة المندمج ومشروع مؤسسات الريادة، وتعليق كل العمليات المرتبطة بجمعية دعم مدرسة النجاح، مع الاستعداد لتقديم استقالات جماعية، والتمسك الكامل بالملف المطلبي للنقابة، وفي مقدمته إقرار نظام أساسي خاص بالمتصرفين التربويين، ينسجم مع توصيات المجلس الأعلى للتربية والتكوين.

كما دعا المكتب الوطني إلى عقد المجلس الوطني للنقابة في أقرب وقت، لاتخاذ ما يقتضيه الوضع من قرارات، مجددًا التأكيد على أن كرامة المتصرف التربوي خط أحمر، وأن النضال الجاد والمسؤول سيبقى الخيار الثابت حتى تحقيق كافة المطالب المشروعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى