اخبار دولية

يوميات حرب كسر العظام بين إيران وإسرائيل ..دلالات ضرب منطقة “هرتسيليا”الإسرايلية..

محمد جرو/تنوير
دخلت حرب كسر العظام بين إيران وإسرائيل يومها الخامس ،وبدأت تنقشع غيوم هذه المواجهة القوية التي تتطاير شظاياها لأبعد نقط ممكنة ،مما يجعل العالم يعيش على وقع تسابق محموم نحو التسليح النووي..
الحرب أسالت ومازالت حبر مداد صحف وكتاب وخبراء ،الى جانب دماء ومشاهد خراب ،ومن جهة أخرى تجلى أن الخصم الإيراني الذي اتهم “بالهشاشة”وضعف البنية الإستخباراتية مقابل “تفوق”لجهاز الاستخبارات العبري الموساد ،والذي جند استباقا وكلاء ومخبرين وهرب مسيرات وتجهيزات لوجيستيكية لهم،إلا أن ضربة منطقة هرتسيليا الإسرائلية اليوم ،جعل الولايات المتحدة الأمريكية قبل حليفها الصهيوني يقف مشدوها سيدفعهما لإعادة ترتيب خططهما وتكتيكاتهما في هذه الحرب الوخيمة العواقب ..
فمنطقة هرتسيليا وصفت بأنها “أكثر من مجرد مدينة” ،وتقع شمال غربي تل أبيب وتُعد من المراكز الاقتصادية والتكنولوجية الإسرائيلية الكبرى، إلا أن أهميتها الأمنية والعسكرية لا تقل عن ذلك،وتعرضت في اليوم الخامس من المواجهة ، لرشقة صاروخية في عملية اعتُبرت من جانب مراقبين عسكريين تصعيداً استثنائياً تجاوز الرسائل الرمزية إلى ضربات نوعية. وفي قلب هذا التصعيد، برز اسم هرتسيليا كأحد أبرز الأهداف الحساسة التي أصابتها الصواريخ الإيرانية، ما طرح أسئلة جدية حول دلالات هذا الاستهداف وما تحتويه من منشآت حيوية.
رغم فرض الرقابة العسكرية تعتيماً على الموقع المستهدف، فإن تسريبات إعلامية وصورا متداولة كشفت عن تدمير مبنى واحتراق عدد من الحافلات العسكرية بداخله، ما يعزز من فرضية أن الضربة لم تكن عشوائية،ضربة مركّزة… ومنشأة لا يُعلن عنها
بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن أحد الصواريخ الإيرانية أصاب منشأة لوجستية في منطقة “غليلوت” شمالي تل أبيب، تقع ضمن نطاق هرتسيليا، وهي منشأة مرتبطة بشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان”، وتُستخدم، بحسب القناة 12 العبرية، لتأمين الدعم اللوجستي لعمليات استخبارية سرية، فهي تحتضن عدداً من المقرات المرتبطة بشعبة “أمان”، إضافة إلى منشآت مرتبطة بقطاعي الأمن السيبراني والتجسس الإلكتروني، خصوصاً ما يتعلق بوحدة “8200”، المسؤولة عن التنصت والاختراق الإلكتروني.
ويقول خبراء إن استهداف موقع داخل هرتسيليا يعني – عملياً – استهداف مركز من مراكز القرار الاستخباراتي الإسرائيلي، وهو ما يفسر الحذر الإعلامي في تل أبيب والرقابة المشددة المفروضة على نشر تفاصيل ما جرى.
شعبة “أمان”: عقل إسرائيل الأمني
تُعد “أمان” بحسب وكالات الأنباء العالمية ،ومنها “شبكة اورونيوز” ،التي توسعت في موضوع حرب كسر العظام، (شعبة الاستخبارات العسكرية) واحدة من أضخم وأخطر الأذرع الأمنية في إسرائيل، وتفوق من حيث الموارد البشرية والمالية جهازي “الموساد” و”الشاباك”. أنشئت عام 1953، وتُناط بها مهمة جمع وتحليل المعلومات العسكرية، وتقديم التقديرات الاستراتيجية لصناع القرار، وتوجيه العمليات الميدانية اعتماداً على المعلومات الاستخباراتية.
وتضم الشعبة وحدات متقدمة للغاية، من أبرزها وحدة “8200” المسؤولة عن التنصت والاختراقات الرقمية، والوحدة “504” المعنية بالتجسس البشري، بالإضافة إلى وحدة البحث والتحليل، ووحدة الخرائط والرقابة العسكرية، كما تشرف “أمان” على الملحقين العسكريين في الخارج.
وبحسب بيانات متداولة، فإن “أمان” هي أكبر مركز لتخزين المعلومات في إسرائيل، ويخدم فيها نحو 14 ألف عنصر سنوياً ضمن منظومة متطورة من التدريب والتأهيل، مع تجنيد النخب التكنولوجية والعلمية من الشباب الإسرائيلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى