وجهة نظر

طنجة الجريحة! الصادق بنعلال:

  في إطار الاستعدادات الضخمة التي تشهدها المدن المغربية، التي ستحتضن الفعاليات الرياضية الهامة (كأس أفريقيا للأمم وكأس العالم لكرة القدم ..)، ومنها مدينة طنجة، نود أن نرفع صوتنا وندق  ناقوس الخطر، ونذكر ببعض المخاطر والمهالك التي تهدد هذه المدينة الجميلة، لعل الذكرى تنفع من يهمهم الأمر.
وهكذا نرى أن هناك قنابل اجتماعية في “عروس شمال” المملكة المغربية، تنفجر باستمرار ومنذ مدة، دون أن تلقى اهتماما من قبل  أسوأ “مسؤولي ونواب ومستشاري ورؤساء” جماعات هذه المدينة شبه المنكوبة، قد نعرضها بإيجاز  شديد كما يلي:
١ –  الأحياء السكنية العشوائية التي تحيط بالمدينة من كل جانب،والتي بنيت بعلم السلطات المحلية في عديد المناسبات و”الاستحقاقات” البرلمانية والمحلية.
٢ – السياقة الاستعراضية الرعناء المتهورة، عبر مختلف وسائل النقل من حافلات عمومية وحافلات خاصة بنقل العمال وسيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة، والمركبات الخاصة “الشعبية والفخمة” والدراجات النارية .. مما ينتج عن ذلك العديد من الحوادث بالغة الأسى والألم.
٣-  الجحافل المخيفة لحراس السيارات غير الأسوياء، وغزو الملك العام البري والبحري وما بينهما،  من خلال البلطجة وفرض قانون الغاب على مرأى المعنيين “بأمن وسلامة وراحة” المواطنين!
٤ –  جيوش المتسولين والمتسكعين واللصوص، الذين يعتدون بلا رحمة على النساء والرجال بالأسلحة البيضاء في وضح النهار.
٥ – الغياب التواصلي المستفز للمعنيين بتدبير الشأن العام لمدينة طنجة الجريحة، وانشغالهم  بمصالحهم الخاصة والضيقة كعادتهم، من قبيل الاستعداد القبلي للاستحقاقات الانتخابية القادمة.

جميل جدا أن نخوض في إصلاحات تضم مختلف البنيات التحتية الرياضية والتنموية الشاملة، من بناء الملاعب وتطوير أخرى، ومد الطرق وتجديد أخرى، وتنويع وسائل الاتصال والمواصلات وإقامة الحدائق والمنتزهات.. لكن الأجمل من كل ذلك هو الاهتمام بالجانب البشري المعنوي، بالتركيز على جعل هذه المدينة الجيوستراتيجية فضاءً إنسانيا مدنيا، يضمن مستلزمات الحرية والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى