وجهة نظر
ما بعد الضربة الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية – إمكانيات الحلفاء وقيود المواجهة-محمد الغازي

سؤال دور حلفاء إيران غالبا ما يطرح عند أي تصعيد بينها و بين أعدائها .
و هنا باعتقادي يجب أن نقسم هؤلاء الحلفاء إلى مصلحيين و مبدإيين .
فما الممكن و المحتمل تقديمه من دعم للجمهورية بعد الضربة الامريكية و ما قد تتلوها من ضربات في حال قوبلت بالرد من طرف الإيرانيين و هو أمر مرجح ؟
الحلفاء البراغماتيون و أقصد بهم روسيا والصين باعتبار أن ما يجمعهم شراكة قوية في عدة مجالات تصل الى الاستراتيجية في بعضها ، و على رأسها محاولة الخروج من هيمنة القطب الواحد .
هؤلاء من المستبعد جدا أن ينخرطوا في حرب مباشرة مع أميركا لاعتبارات و حسابات و إكراهات عديدة ، منها حجم المصالح الاقتصادية الموجودة بين الطرفين ، و خاصة بين الصين و روسيا من جهة و الأوروبيين حلفاء أمريكا من جهة ثانية.إضافة إلى انشغال كل منهما بالصراع مع جيرانه .
لكن تبقى هناك أشكال أخرى من الدعم :
1. الدعم العسكري الفوري:
– روسيا: قد تسرع تسليم أنظمة دفاع جوي متطورة مثل S-400 أو صواريخ “إسكندر”، وتقديم مساعدة فنية لإصلاح المنشآت .
– الصين: قد توفر تقنيات إلكترونية وطائرات مسيّرة لتعويض خسائر إيران.
2. الحرب الاقتصادية والدبلوماسية:
– تعزيز استخدام اليوان والروبل في تجارة الطاقة مع إيران لتحييد العقوبات .
– توظيف حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد أي قرار يدين إيران، وعقد طارئ لمنظمة بريكس أو شنغهاي للتعاون لإظهار التضامن .
الحلفاء المبدإيون و أقصد بهم من تجمعهم بالجمهورية الثورة علاقة وطيدة مبنية على العقيدة و الأيديولوجيا و وحدة الأهداف و الغايات و على رأسهم حزب الله و أنصار الله و الفصائل العراقية :
أ. نقاط القوة في الرد:
1. استنزاف المصالح الأمريكية:
– اليمنيون: أعلنوا استعدادهم لاستهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر وكسر التفاهم مع واشنطن .
– كتائب حزب الله العراقي: هددت بضرب القواعد الأمريكية في العراق وسوريا إذا تدخلت واشنطن .
– حزب الله اللبناني: بالرغم من وجوده ضمن خارطة سياسية و طائفية معقدة ، إضافة إلى أنه حديث العهد بخروجه من الحرب ، لا أعتقد أنه سيظل نائيا بنفسه إذا وصلت الأمور إلى تصعيد معين يقدره مع حلفائه.
خلاصة استراتيجية:
لاشك أن الضربة الأمريكية كشفت أن التوازن العسكري لصالح واشنطن وحلفائها، لكن إيران وحلفاءها يمتلكون أدوات تصعيد غير متماثل قادرة على تحويل المنطقة إلى ساحة حرب مستعرة. النصر – بالمعنى العسكري – لن يكون حاسماً لأي طرف، بل الأكثر تضرراً هم المدنيون واستقرار أسواق الطاقة العالمية ، بحيث من المحتمل ارتفاع التضخم في غالب بلدان العالم ، خاصة إذا أقدمت إيران على غلق مضيق هرمز كليا أو جزئيا.
الأيام القادمة ستحدد ما إذا كانت الأزمة ستتحول إلى حرب إقليمية شاملة تلقي بتداعياتها على العالم أجمع ، أو سيتم احتواؤها عبر وساطات خليجية ودولية.