اخبار جهوية

برشيد تحت وقع أزمة تدبير الماء والكهرباء: استياء شعبي وتحرك سلطوي لتدارك الاختلالات

عزيز الحنبلي

تعيش ساكنة مدينة برشيد حالة من التذمر المتواصل، منذ انتقال مهام تدبير قطاع توزيع الماء والكهرباء من المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب إلى الشركة الجهوية متعددة الخدمات بجهة الدار البيضاء–سطات. فقد أفرزت الأشهر الأخيرة اختلالات واضحة في تسيير هذا المرفق الحيوي، ما أثار موجة من الغضب الشعبي عبّرت عنها الساكنة عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي.

وتتمثل أبرز مظاهر هذا الخلل، حسب شهادات مواطنين، في الانقطاعات المتكررة وغير المعلنة للماء والكهرباء، وضعف التفاعل مع شكايات الساكنة، وغياب قنوات تواصل فعالة، الأمر الذي ساهم في تأجيج التوتر وتعميق فقدان الثقة بين المواطنين والمؤسسة المفترض أن تضمن لهم خدمات ذات جودة.

وفي هذا السياق، طالبت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع برشيد، في بيان لها، السلطات المعنية، وعلى رأسها عامل الإقليم المُعيّن حديثاً، السيد جمال خلوق، بالتدخل العاجل لإيجاد حلول ناجعة تُعيد للمواطنين حقهم في الولوج المنتظم والآمن لخدمات الماء والكهرباء.

وفي محاولة لاحتواء هذا الوضع، احتضن مقر عمالة إقليم برشيد، يوم الأربعاء 18 يونيو 2025، اجتماعاً مهماً ترأسه السيد العامل، بحضور رجال السلطة المحلية، ورؤساء الجماعات الترابية، وممثلي الشركة الجهوية متعددة الخدمات “الدار البيضاء – سطات” (SRM). وقد خُصص اللقاء لتقييم وضعية تدبير قطاعات الماء والكهرباء والتطهير السائل بالإقليم، ومناقشة البرنامج الاستثماري التوقعي لسنة 2025.

وبلغت الكلفة الإجمالية لهذا البرنامج حوالي 738 مليون درهم، موزعة كما يلي:

  • 368 مليون درهم لتقوية وتوسيع شبكة توزيع الماء الصالح للشرب،

  • 70 مليون درهم لتطوير شبكة توزيع الكهرباء،

  • 300 مليون درهم لتحسين خدمات التطهير السائل ومعالجة المياه العادمة.

كما أُعلن عن إطلاق صفقات جديدة ضمن ميزانية التسيير لسنة 2025، تتعلق بدعم فرق الصيانة، إصلاح الشبكات، إنجاز عمليات الربط، وتحسين قنوات الصرف الصحي.

ورغم هذه المبادرات، يبقى السؤال مطروحاً بإلحاح: هل ستُترجم هذه الوعود إلى واقع ملموس يُخفف من معاناة الساكنة؟ أم أن مسلسل الارتباك في التدبير سيستمر، حابساً مدينة برشيد في دائرة الأزمات اليومية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى