اخبار جهوية

مصرع شاب من ذوي الإعاقة في حريق مأساوي بمراكش .. ومساءلة لواقع الرعاية الأسرية والدعم المؤسساتي.

مصرع شاب من ذوي الإعاقة في حريق مأساوي بمراكش.. ومساءلة لواقع الرعاية الأسرية والدعم المؤسستي
بقلم حميد قاسمي

شهد حي المسيرة 1، وتحديداً بحرف “س”، التابع لمقاطعة المنارة بمدينة مراكش، مساء الأربعاء 25 يونيو، حادثاً مأساوياً راح ضحيته شاب في مقتبل العمر من ذوي الإعاقة، إثر اندلاع حريق مهول بسطح منزل أسرته.

وتفيد المعطيات المتوفرة أن الضحية، من مواليد سنة 1999، كان متواجداً بمفرده داخل فضاء مغلق أعلى سطح المنزل، في غياب تام لأفراد أسرته، وهو ما حال دون تمكنه من الفرار أو النجاة من ألسنة اللهب التي التهمت المكان.

الحريق، الذي وصف بالمفاجئ والمهول، استنفر السلطات المحلية التابعة للملحقة الإدارية المسيرة، إضافة إلى عناصر الأمن الوطني ومصالح الوقاية المدنية، حيث تم إخماد النيران وانتشال جثة الهالك التي جرى نقلها إلى مستودع الأموات بمستشفى المدينة.

وبالموازاة مع ذلك، فُتح تحقيق لتحديد أسباب هذا الحريق المأساوي وظروف وقوعه، وترتيب المسؤوليات عن هذا الحادث الذي يسلط الضوء، مجدداً، على هشاشة الحماية الاجتماعية للأشخاص في وضعية إعاقة، وغياب شروط السلامة في أماكن إقامتهم، لا سيما في ظل غياب استراتيجيات أسرية ومؤسساتية فعالة تعنى برعايتهم وضمان كرامتهم.

إن المأساة التي أودت بحياة هذا الشاب تفرض علينا وقفة تأمل حقيقية، ليس فقط لمساءلة الأسرة عن غيابها، بل أيضاً لمحاسبة السياسات العمومية على تقصيرها في ضمان أبسط حقوق فئة من المواطنين لطالما وُضعت في الهامش. فالرعاية لا ينبغي أن تظل مجرد شعارات، بل مسؤولية تشاركية بين الدولة والمجتمع والأسرة.

رحم الله الفقيد، وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى