ماذا بعد هدنة حرب كسر العظام بين إيران وإسرائيل؟ وماهدف أو اهداف الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها من ضرب طهران؟

محمد جرو/تنوير:ماذا بعد هدنة حرب كسر العظام بين إيران وإسرائيل ؟وماهدف أو أهداف الولايات المتحدة وحلفاؤها من ضرب طهران؟
توقف حبر تحاليل وكتابات حول حرب كسر العظام بين إيران وإسرائيل ،بعد “الهدنة”التي قد تكون مؤقتة لترتيب أوراق يمسك بتلابيبها قوى عظمى ،ولم تتوقف الكلمات والتفسيرات عن الأهداف الحقيقية لضرب طهران خاصة مع دخول الولايات المتحدة ومجنونها ترامب لرحا الحرب قبل أن يعلن عن وقف إطلاق النار!!
وبحسب العديد من المحللين والخبراء ،فالحرب على إيران ليست حربًا على التخصيب النووي، بل على الدولة “ذات السيادة”، الرافضة للانضواء تحت نظام العولمة النيوليبرالية.
يظهر جليا أن إيران تدير مواردها وثرواتها بعيدًا عن تدخلات صندوق النقد الدولي، وهيمنة الدولار، لذلك حاولت واشنطن، من خلال عقوباتها المفروصة على إيران، كسر إرادتها وتحريض شعبها للتمرّد ضد نظامها المقاوم. هذه العقوبات، كانت أشدّ فتكًا من الحرب العسكرية الحالية، لكنها فشلت في تحقيق أهدافها، ما جعل إيران هدفًا مشروعًا في مرمى الفوضى الخلاقة الأميركية.
فالغرب لا يخشى إيران كقوة نووية بقدر ما يخشاها كرمز مقاوم لنظام العولمة النيوليبرالية، وكحلقة وصل حيوية في مشروع عالم متعدد الأقطاب تقوده قوى ناشئة مثل الصين وروسيا.
ومن بين من تحدث عن الموضوع في حوار صحفي بالإنگليزية ،الپروفيسور البرازيلي “لورنزو باتشيني”، الأكاديمي والخبير في الشؤون الأمنية والجيوسياسيّةالذي قال بأن “الهجوم على مصافي النفط لا يمكن فصله عن محاولة ضرب العمق الاستراتيجي لمشروع البريكس، الذي بات يشكل تهديدًا حقيقيًا لمنظومة الدولار”. وأضاف ذات الخبير :”مع كل جولة تصعيد، تزداد القناعة أن “الحرب” لم تكن يومًا على السلاح، بل على القرار المستقل”.
لذلك فإن الهدف الحقيقي، غير المعلن هو استهداف دور إيران كجسر طاقة يربط الصين وروسيا والعالم الإسلامي من خلال البريكس. فكل مصفاة نفط تُقصف تُمثل هجومًا مباشرًا على النظام العالمي متعدّد الأقطاب الذي يُهدد الهيمنة الاقتصادية الغربية.
الصراع الحالي، هو صراع بين الهيمنة والتمرّد على الهيمنة. بين إمبراطورية لا تتسامح مع التمرّد وشعب يرفض الخضوع.
ويرى آخرون ،وضمنهم لورونزو، أن “التضامن” مع إيران هو واجب كل الشعوب التواقة للتحرّر من الهيمنة وسطوة الدولار.
واشنطن تسعى إلى محاصرة كل تجربة من شأنها فكّ التبعية، وإيران، قلب المعسكر المقاوم، تواجه بكل إرثها الثّوري وكبريائها التاريخي هذه الهيمنة. وبالتالي، فإنّ الوقوف مع إيران هو انحيازٌ لمعسكر المقاومة ضدّ الاستعمار المعولم.
الملفت في الطرح هو التركيز على البُعد الجيوسياسي المتعلق بدور إيران كممرّ استراتيجي للطاقة بين الشرق والجنوب العالمي، وهو أمر يُفسّر شراسة العقوبات ومحاولات العزل التي تمارسها واشنطن،وإيران يجب أن يتذكر الجميع أنها قالت ،”نحن من نعلن نهاية الحرب”بمعنى أن طهران تلعب أوراقها كما تلعب على عامل الوقت ،ومن بين التهديدات إغلاق مضيق هرمز…