الرباط: إبطال تهديد إرهابي بفضل التعاون ببن المغرب وفرنسا

أحمد رباص
أُلقي القبض، يومه الجمعة، في الرباط على طالبة تبلغ من العمر 21 عاما، متطرفة ومنتمية إلى تنظيم “داعش” الإرهابي، في إطار عملية مشتركة بين أجهزة الأمن المغربية والمخابرات الفرنسية.
جاء هذا التدخل الوقائي، الذي قاده المكتب المركزي للأبحاث القضائية، إثر معلومات دقيقة وفرتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، بتنسيق مباشر مع أجهزة مكافحة الإرهاب الفرنسية.
ووفقا لبلاغ صحفي رسمي، كانت الشابة، المسجلة في معهد تقني عالي، تُحضّر بنشاط لهجوم إرهابي يستهدف مكان عبادة بالرباط. وكشف التحقيق أنها اكتسبت خبرة في صناعة المتفجرات والسموم، وحصلت على مواد قابلة للاشتعال، في إطار عملية وشيكة.
وكان التنسيق بين الأجهزة المغربية والفرنسية حاسما في تحديد هوية المشتبه بها، ومراقبة أنشطتها المتطرفة، وتفكيك المشروع قبل أن يتخذ شكله العملي.
يُجسّد هذا التعاون عمق روابط الثقة والتبادل بين الرباط وباريس، لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب الحيوي.
تُظهر هذه القضية، مرة أخرى، قدرة الأجهزة المغربية على رصد التهديدات في مرحلة مبكرة، في إطار نهج تعاون دولي مُعزّز.
في الوقت الذي تُكيّف فيه الشبكات الإرهابية العابرة للحدود الوطنية أساليبها وتسعى إلى استغلال الثغرات الأمنية، يُؤكّد المغرب مكانته كشريك استراتيجي موثوق به للعواصم الأوروبية الكبرى، ولا سيما فرنسا.
كما ذكرت السلطات المغربية بأن المشتبه بها وُضعت رهن الاحتجاز لدى الشرطة القضائية، تحت إشراف النيابة العامة المختصة بقضايا الإرهاب، لتحديد مدى تطرفها، واتصالاتها المحتملة بخلايا أخرى، ومصادر تلقينها الفكري والإيديولوجي.
يرى العديد من المحللين أن هذه العملية تُجسّد نموذجا للتعاون الثنائي أثبت كفاءته. فعلى مدى سنوات، تبادل المغرب وفرنسا معلومات حساسة بنشاط، ونفذا عمليات منسقة، واعتمدا على التكامل العملياتي لمواجهة التهديدات الجديدة.
يتطور التهديد الإرهابي، لكن النظام المغربي الفرنسي يُظهر، من خلال هذا التدخل الناجح، أنه لا يزال قائما على رد الفعل، ومنظما، وقائما على الثقة المتبادلة التي تعززها عقود من التعاون الأمني.