وجهة نظر

اليسار المسلح والاسلام المقاتل – في التمايز التغايري.. حاله جيفارا والسنوار بقلم عبد الله انحاس( الحلقه الاولى)

   الى صديقي لخصاصي ياسين كثيره هي التناولات النظريه والسياسيه ذات الخلفيه الايديولوجيه المؤسسه،التي حاولت التعاطي مع نوعيه الميل العام الذي بلغه تصاعد المد الثوري الذي طبع حقبه الخمسينات والستينات والمغطي لمرحله السبعينات،على قاعده استراتيجيه الكفاح المسلح التي تبنتها الاجهزه العسكريه لما عرف حينها بالاجنحه الراديكاليه لحركه التحرر الوطني العربيه والامميه وتحديدا الجناح الماركسي،ضدا على تسلط الانظمه المتطرفه ذات البعد القهري والفاشي،التي تحكمت في صياغه القرار السياسي المركزي بخضوع تام وشبه كلي لاملاءات وتوصيات الدوائر الاجنبيه الامريكيه خصوصا التي ساهمت في صنع هذا الصنف من الانظمه بالعديد من البلدان غير الاوروبيه وفي مقدمتها بلدان امريكا الجنوبيه،بنفس الدرجه التي تدخلت فيها مباشره وبصوره فاضحه،عبر غطاء الشركات العملاقه والمتعدده الجنسيه او المجهوله الهويه،بهدف الاطاحه بنظم وطنيه دات شرعيه شعبيه وفر ض اخرى ذات طبيعه عسكرتارية قمعيه مواليه للسير الامريكي،كما حصل اثناء الانقلاب الدموي في الشيلي عام 1973،مع مااستتبعه من مجازر مروعه طالت القواعد الاجتماعيه لتحالف قوى اليسار،ممثلا في حكومه الوحده الشعبيه بقياده الرئيس الماركسي المنتخب سلفادور الليندي،على خلفيه تاميم مناجم النحاس. في مقابل التعدد والوفره النظريه المقاربه لظاهره الكفاح المسلح ذات الطبيعه اليساريه المقاتله،على ارضيه تمتلات مختلفه لقناعه العنف الثوري،حرب العصابات،حرب التحرير الشعبيه،حرب المواقع،العمل مباشر،حرب الاغوار… بحسبانها القناعه الايديولوجيةالمبدئيه التي تقع ضمن قلب التصور الماركسي في جانبه المركزي المتصل بقضيه التحويل التاريخي العميق للمجتمع في افق البناء الاشتراكي. خضع التعاطي لظاهره مماثله على قاعده التباين والتغاير المرجعي الاستلهامي لنوع من الندره. فقليله هي المقاربات السوسيو سياسيه وكذا الانطروبو ثقافيه التي حاولت التعامل باناة،عبر التحزب لرهان الموضوعيه, مع الموجه الاسلاميه الحركيه التي دخلت دورة الافول،من خلال بوابتها المركزيه الاساس وهو ما عنى عوده الاسلام الى حلبه الصراع السياسي بوجهيه السلمي،جماعات الدعوه،والعنفي،جماعات الاسلام السياسي. اما جماعات التكفير وفتاو ى الدم مثل عصابات داعش وتنظيم هيئه تحرير الشام التي اضحت تحكم دمشق بدعم ومباركه من امريكا والغرب،،فانها تقع عمليا خارج سياقات هذا التصنيف.
بين اليسار المسلح والاسلام المقاتل
لم تشكل حركات ومنظمات النضال الطبقي التي سادت عقود الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي،كلا منسجما ومتماسكا على قاعده وحدة ايديولوجية انتمائيه للنظريه الماركسية وللفكر الاشتراكي عموما،بفعل سياده توسطات تاويليه ارتبطت بنوعيه الفواصل التاريخيه والتمايزيه بين بلدان المركز الاوروبي الصناعيه ومجتمعات الجنوب التي تقع خارج هذا المركز،اي البلدان المسيطر عليها ذات الاقتصاد المشوه،وهو ما افضى بفعل طبيعه الصراع بين الطريق الصيني الذي لازال مستمرا بطبعته الماوية التي تم تطويرها،والافق السوفياتي في صيغته اللينينية،مع ما تولد عنه من اصطفافات وانقسامات حاده داخل الحركه الشيوعيه العالميه،الى بروز سيل من التنظيمات المتعدده،سواء ما انتمى منها الى الجناح الماوي القائم على نظريه التناقض،مع ما عناه ذلك من تمثل لاطروحات القياده الرسميه الصينيه. في مقابل الانتماء للجناح الماركسي الروسي بحلقته السياسيه والتنظيميه اللينينية وما عناه ذلك ايضا من ارتباط وثيق الصله بالقياده الشيوعيه للكرملين ذات النزوع الدوغما ديني . اضافه الى هذا الانتماء المعلن للاصول النظريه الواحده،لكن على ارضيه مداخل تاويليه متباينه بتباين الولاء لقطبي الصراع داخل الاشتراكيات الرسميه المتحققه بطبعة دولتية. برزت طرق عديده ومغايره في افتراض نمط محدد من انماط البناء الاشتراكي،في مقدمه هذه الطرق برز طريق ثالث نحو الاشتراكيه،باجتراح مسافه مع النظام السوفياتي الذي كان ينظر الى اسلوب حرب العصابات الغيفارية بنوع من الريبه والتحفظ،ولا مع نظيره الصيني الذي راى في القوه السوفياتيه نموذجا لامبرياليه صاعده قياس مع الامبرياليه الامريكيه،لكنه،اي الطريق الثالث،احتفظ بمساحه من الاستقلاليه كافيه لتميزه ولاعلانه عن شكل انتماءه للماركسية،مثلما شكل محطه اساس لجمله من منظمات وفصائل حركه التحرر الوطني الثالثيه ذا ذات الميولات الماركسيه والاشتراكيه عموما،بفعل تفرده في التبني الناجح لاسلوب كفاحي تحريري شامل. في مقابل وحدة الانتماء للمرجعيه الماركسية وتعدد مداخل التاويل في توسل شكل العلاقه الممكنه مع هذا النمط من المرجعيات النظريه الكبرى بالنسبه لمنظمات واجنحه اليسار الراديكالي،هناك نظير مماثل عبرت عنه بوضوح جماعات ومنظمات الاسلام الحركي،اذ على على الرغم من كونها ترفع ترفع شعارا مركزيا تختزله مفرده كبرى،الاسلام هو الحل،نظيرة لمفردة،الاشتراكيه هي الحل،التي رفعتها فصائل اليسار بتوجهاتها السلميه والمسلحة،الا ان التوحد حول الشعار لا ينفي صدوره عن مواقع متعدده منظورا اليها من جانب تناسل المداخل التاويليه،وكذا من الزاويه المتصله بالولاء النسبي لقطبي الاسلام الدولتي المتحقق،الاسلام الايراني بمؤسسته القائمه على ارضية ولايه الفقيه،مقابل اسلام الاعتدال والتسامح والتطبيع مع عدو الامة التاريخي الذي يهددها بالاقتلاع،دونما اسقاط للطريق الثالث الذي شكله في تسعينيات القرن الماضي نظام الجبهة القوميه الاسلاميه المحمول الى دفة السلطة على ظهر دبابات يقودها تحالف العسكر وصنف محدد من الاسلاميين السودانيين بزعامه حسن الترابي،الذي انتهى به الامر معتقلا باحدى زنازين البشير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى